بعض من بوح



ظل أبيض
بعض من بوح
حنان الهزاع

الوضع التشكيلي المحلي الحالي مثير للنقاش والجدل لأبعد حد ابتداءً بواقع الممارسة الفنية الفردية والجماعية، وانتقالا للعرض والمسابقات على مستوى الوزارة أو حتى بالخارج، وآلية الترشيح للأسماء المشاركة والترخيص بإقامة المعارض الشخصية وغيرها؛ الغريب في الموضوع أن الكل في أغلب المناطق يتحدث عن الشللية وعدم تكافؤ الفرص وغيرها من معوقات، ليس من أحد راضٍ وكأن الفن أضحى بعيداً عن كونه نشاطا إنسانيا تعبيريا عن النفس ومكنوناتها، ليتحول إلى مساحة كلامية تشاحنية لمحاكمة من تقع عليه الملامة!

لكن وقبل أن نبدي أي تبرم من وضعنا كتشكيليين؛ هل فكرنا قليلاً في مقومات التشكيل اجتماعيا وثقافيا بمعنى هل توجد لدينا متاحف للفنون الحديثة والمعاصرة بأنواعها موزعة في عدد من المدن لتساهم في رفع مستوى الوعي بالفنون كما في بقية الدول حول العالم، وهل لدينا أقسام أكاديمية أو معاهد لتدريس الفن وماذا عن الصحافة التشكيلية المقروءة والمرئية هل تتوفر كوادر إعلامية مثقفة تشكيلياً تُحسن إدارة الحوار والتغطيات وتواكب الأحداث التشكيلية، وهل هناك موقع إلكتروني رسمي مخصص للفنون البصرية السعودية كما نجد لدى بعض الدول العربية والتي لم تسلم من ويلات الحرب والدمار، إلى جانب أن حيز وجود الفن التشكيلي في التعليم العام يقتصر على مادة التربية الفنية التي بدأت المجالات الأخرى تستقطع من حصصها الكثير، مما يكشف عن التهميش للفنون ودورها التعبيري والفكري. ومما يلفت الانتباه فيخيب الأمل ندرة وجود زوار للمعارض وهذا إنما يعكس حقيقة قصور حضور التشكيل كثقافة في عقول وسلوك الأفراد، وأخيراً هل كل فنان متبرم من وضعه على استعداد للمساهمة في كل ما سبق، وأن لا يكون دوره تشريفياً بل تفاعلياً حتى وإن لم يكن بالضرورة على رأس منصب تشكيلي!
http://www.al-jazirah.com/20101228/cu12d.htm

التشكيلي السعودي الأصيل..الرزيزاء أنموذجاً

الفنون العدد54

 حنان الهزاع.

يعتبر الفن التشكيلي اليوم بمجالاته المتعددة إحدى اللغات المشتركة حول العالم، فهو لغة لها رموزها ودلالتها التي تحمل التجربة الإنسانية الممتزجة بحياة الشعوب وخلاصة ثقافتها، ولذلك كانت فنون كل حضارة بمثابة مرآة تعكس ملامح هويتها الخاصة، وفي وقتنا الحالي ومع امتزاج الثقافات في زمن العولمة والتقدم السريع في المعرفة والتقنية؛ أصبح مجال الفن التشكيلي يخضع لمثل هذه التداخلات وأصبح الفنان يجد صعوبة في التناغم بين الأصالة والمعاصرة، فيحتار في أمره بين أن يتمسك بجذوره وهويته الأصيلة وبين أن يتماهى مع ما حوله من تقدم وتطور في الأساليب الفنية التي تنهال عليه بغزارة من كل جانب، كما أن المؤثرات البصرية لها دور غاية في الأهمية عند اختيار الموضوع المطروح عبر المنجز التشكيلي، أيضا في طريقة المعالجة التعبيرية لتفاصيل جزئيات الموضوع المادية او المعنوية، التي قد تشوبها بعض المؤثرات الخارجية سواء بقصد أو بدونه.
ويعد الفن التشكيلي في المملكة حديثاً نوعاً ما إذا ما قورن بغيره في الدول الأخرى، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود فنون ضاربة في الجذورعلى أرض الجزيرة العربية قبل آلآف السنين، لكن الفن التشكيلي السعودي المعاصر والمعروف حاليا منذ أكثر من خمسين عاما هو ما أعنيه هنا، وهناك عدد من التشكيليين الرواد كانت لهم البصمة المميزة والخصوصية التي تعد انعكاسا للهوية المحلية؛ فعالجوا بنجاح قضاياهم التشكيلية على ركائز الأصالة المتبلورة من ركائز تراثنا البهي.

كما أن تراثنا الشعبي المتميز بغناه الجمالي كان ولا زال مصدر إلهام لعدد من التشكيليين، فتناوله البعض منهم بطريقة توثيقية واقعية في حين أن أخرين عاشوا معه بأسلوب رمزي أو تجريدي. وعند استعراض بعض أسماء أولئك المبدعين فأننا نقف دهشةً وإحتراما ًأمام تجربة مكتنزة ومتميزة من نوعها قدمها التشكيلي السعودي علي الرزيزاء، بالكاد نجد لها مثيلا عالمياً يضاهيها في قوتها وتفردها.

الرزيزاء الذي صقل موهبته في كلية فنون إيطالية والذي استمد من التراث المعماري النجدي مصدر إلهام لديه لسنوات، قدم فيها نتاجه الغزير المتفرد والأصيل المتميز الذي ما أن نلمح أي طرف ٍ منه حتى ندرك بأن بصمة فرشاته مرت من هناك، في لوحاته المؤطرة بعبق الأصالة وفي لمسات منزله العامر بناءاً وهندسةً ديكور، وحتى في مقتنياته الشخصية، فليس من رأى كمن سمع، فكانت زيارتي والزميلات لبيته والإلتقاء بعائلته شيئا مختلفاً؛ وتجربة ثرية لا تنسى فاقت كل توقعاتي؛ فعندما تابعت لقاءه عبر قناة العربية مؤخرا في البرنامج الأميز روافد أو حتى من خلال سطور تكتب عنه هنا وهناك فلم أكتفِ بذلك فقط، فحرصت على الزيارة المباشرة، التي حضي فيها من معي وأنا بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فالرزيزاء صادق في حبه لتراث أجداده وتناوله إياه كقضية اعتنقها منذ نعومة اظفاره التشكيلية؛ لذا كان وصوله للعالمية بتميز واحترافية، أهلته إلى تمثيل بلاده في العديد من المحافل الدولية، وحضيت أعماله بالتقدير كمقتنيات لدى العديد من الشخصيات محلياً ودولياً، فأبجديات التراث السعودي تحتل مكانتها باقتدار في أعماله؛ بتلك الصياغة الابداعية المتفردة على مساحات ذهنه كمبدع يترجمها بأسلوبه الخاص على مساحات بصرية بمعالجات شكلية ولونية أصيلة، يعشقها وتشدّ كل من تمرّ على ناظريه..

إذن فلا عجب أن أقول عنه بأنه "التشكيلي السعودي الأصيل".

بل أكثر من الاقتناء

ظل أبيض
بل أكثر من الاقتناء
حنان الهزاع

أسهمت وزارة التعليم العالي في السنوات القريبة الماضية في تشجيع الفن التشكيلي المحلي، عبر مبادرتها في اقتناء أعمال التشكيليين السعوديين، سواء لعرضها في مقرها الرئيسي الجديد أو في فروع الملحقيات الثقافية بالخارج؛ إلى جانب إقامتها لعدد من المسابقات على مستوى الفنانين من أعضاء هيئة التدريس والطلاب أو على مستوى الهواة والمحترفين، كما قامت الوزارة من خلال المؤتمر العلمي لطلاب التعليم العالي بتفعيل المنافسة عبر عدد من مجالات الفن التشكيلي كالرسم والخط العربي والكاريكاتير وغيرها، تمثل ذلك بمسابقتها المطروحة، حيث تم تنظيم هذا المؤتمر العام الماضي في الرياض ومن المزمع إقامته في جده للعام الحالي، لقد ساهم ذلك في إيقاد روح الفنانين والفنانات لما لمسوه من اهتمام بإنتاجهم وتقديره محلياً عبر وزارة بحجم التعليم العالي، تلك الخطوات التي قامت بها الوزارة تثمن لها بالتقدير والامتنان، كما نتمنى لها الاستمرار والتطوير.

لكن يظل الابتعاث لدراسة تخصصات الفنون والتصميم بنداً غير وارد ضمن القائمة التي أقرتها الوزارة منذ تدشين برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، بالرغم أنه يشكل ضرورة ملحة لسببين: أولهما غياب أقسام التخصصات التشكيلية من الجامعات المحلية ولاسيما للشباب، وغيابها تماماً لمرحلة الدراسات العليا لكلا الجنسين واقتصار دراسة الفن على تخصص التربية الفنية؛ وهو مما لا شك فيه يختلف تماماً عن مهنية الفن خارج إطار المدرسة، السبب الثاني هو سد حاجة سوق العمل من أبناء وبنات الوطن على سبيل المثال في تخصصات التصميم، الجرافيكس، التصوير الضوئي والتلفزيوني بأنواعه لخدمة الإعلام مع ازدياد القنوات التلفزيونية المحلية، وانتشار الصحافة الإلكترونية، كل ذلك لا يمكن دراسته داخلياً إلا عبر دورات بسيطة تقدمها معاهد خاصة بمبالغ باهظة، مما يجعل بعض المواهب الوطنية تنطفي قبل أن تظهر للوجود.
http://www.al-jazirah.com/20101221/cu4d.htm

الشاهنامة... Comics



ظل أبيض
الشاهنامة... Comics
حنان الهزاع

تحدثت سابقًا عن سلسلة «الـ99» لمؤسسها الكويتي د. نايف المطوع وكيف حقق نجاحًا عالميًا، وامتدادًا لذلك سيكون حديثي اليوم عن تجربة شرقية أخرى للكتاب القصصي المصور «رستم - حكايات من الشهنامة»، والشهنامة الفارسية أو كتاب الملوك أحد أهم الملاحم الشعرية العالمية عبر التاريخ؛ ألفها أبو القاسم الفردوسي خلال 30 عامًا، تضمنت رسومًا توضيحيةً تمثل مصدرًا لدراسة تاريخ التصوير الإسلامي وتضم 99 فصلاً مما يجعلها أكثر بأضعاف من إلياذة هوميروس اليونانية.

تنقسم الشاهنامة إلى ثلاثة أجزاء:

أولها: يمثل العصر الأسطوري عن الخلق والحياة، وثانيها يمثل العصر البطولي وهو مكرَّس للحديث عن الأبطال، ويُعدُّ فصل (رستم وسهراب) هو المصدر الفكري للكتاب القصصي المصور الذي ينتج في إيران حاليًا، أما الجزء الثالث والأخير فيمثل العصر التاريخي الذي يبدأ فيه التوثيق لسقوط الساسانية ودخول الفتح الإسلامي لبلاد فارس.

ولقد لمعت فكرة تدشين هذه المجموعة القصصية الإيرانية عندما تم تكليف بروس بهماني عام 2000م بإنتاج كتاب قصصي مصور لمكافحة التدخين لدى المراهقين أثناء عمله لإنجاز أحد مشاريعه في سان فرانسسكو، فتعمق في قراءة القصص المصورة الأمريكية إلى جانب دراسته للأدب الفارسي، ثم استطاع أن يقدم فكرته سعيًا للمحافظة على هوية المجتمع الإيراني من خلال طرح تاريخي مرتبط بالبيئة والعادات سواء في الأزياء أو المباني والأسلحة وغيرها مما استقاه من دراسة المنمنمات.

وبغض النظر عن المضمون الفكري الذي تتضمنه هذه القصص والمرتبطة بشعب فارس وتاريخه والصيغ الرمزية التي يتم طرحها من خلال القصص إلا أنها تجربة شرقية يشاد بها للمحافظة على خصوصية التراث والهوية، كما حافظ رستم على ملك أبيه فإنه من خلال هذا الكتاب القصصي بأجزائه الأربعة يتم طرح كيف يمكن لأبناء إيران المحافظة عليها.
http://www.al-jazirah.com.sa/20101214/cu4d.htm

التسعة والتسعون

ظل أبيض
التسعة والتسعون
حنان الهزاع


كنت قد شاركت في إعداد تحقيق عن الرسوم المتحركة المحلية، حينها مرر لي أحد الزملاء موضوعاً عن المجلة القصصية «الـ99» التي أسسها الدكتور نايف المطوع وهو طبيب نفسي معالج من الكويت ليقدم فكرته في محاربة التطرف عبر شخصيات خارقة استوحاها من أسماء الله الحسنى الـ99، ليعزز من خلالها الجانب الإيجابي للإسلام وإيصاله للثقافات العالمية، فقرأت القليل عنها ولكني لم أدرك حقيقة الفكرة إلا بعد أن تابعت عبر موقع «تيد» مقطع يشرح فيه د.نايف أبعاد ذلك الإنتاج الثقافي، فتحدث عن الفكرة الأولية لظهور أبطال العدالة الأمريكية سوبرمان، سبايدرمان، بات مان وغيرهم من الشخصيات التي ابتكِرَت من قِبل شبّان بالولايات المتحدة وكندا، معتمدين على نصوص من الإنجيل، حيث رسائل الإلهام تأتي من السماء لأولئك الأبطال، فكانت الأصول الأنجيلية مصدراً لصياغة نسق قصصي إيجابي لمواجهة من يستخدم الدين لتحقيق أهداف غير صالحة. وبنفس الفكرة انطلقت «الـ99» التي تصدر شهرياً منذ 2006م بالعربية والإنجليزية، إضافة للماليزية قريباً، حيث يرى مؤسسها أن أسماء الله الحسنى تحمل صفات أخلاقية تسعد الإنسانية إذا ما استخدمت للخير، وكل شخصية تحمل واحدة منها، فمثلاً (جبّار) لديه القوة الجسدية كذلك (نورا) التي تقرأ الأفكار الباطنية وغيرهما، وهذه القصص تصدر كمجلة «comic» دخلت رسومها كعلامة في تصميم الحقائب، الملابس وغيرها، كما أنتِجَت كحلقات رسوم متحركة عرضت في عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة التي أشاد رئيسها أوباما بما قدمه د.نايف، ورغم أن الفكرة جيدة إلا أنها ربما لا تحظى بالقبول لدى بعض المسلمين لأنهم قد يجدوا فيها إساءة له سبحانه، كما أتمنى لو نفذت رسومها على أيدي رسامينا أو على أقل اعتبار تنتج في إحدى دولنا، ولكن لعل لهم عذر وأنا ألوم.
http://www.al-jazirah.com/20101207/cu2d.htm

عتاب الأوراق

ظل أبيض
عتاب الأوراق
 حنان الهزاع

نأتي إلى هذه الدنيا توثق حضورنا إليها ورقة؛ وتوثق أخرى رحيلنا عنها، وما بين هذه وتلك ننتقل من مرحلة تعليمية، اجتماعية إلى أخرى بأوراق شتى. ومهما حاولنا الاعتماد على التقنيات الحديثة لتوفيركميات الأوراق إلا أنه يبقى للورق تلك الميزات التي تعجز عن تقديمها ما سواه من خيارات، ولقد لاحظت في عدد من الدورات التدريبية التي حضرتها عن مهارات وتقنيات التعليم استخدام السبورة الورقية على الرغم من حضور السبورة الذكية التي لم يلغ حضورها حضور سابقتها، حيث يبقى لوقع القلم سواء كان رصاصا أو حبرا على سطح الورقة إحساسه الخاص الذي لا يسده غيره.
لذلك أجدني في المجال التشكيلي أصر على ضرورة وجود الورقة والقلم كرفيقي درب يصحبان الفنان في حله وترحاله، لما لهما من خصوصية في إحداث الأثر الحسي والمعنوي لتسجيل الاسكتشات السريعة أو حتى الدراسة الدقيقة لما تلتقطه عين الفنان ويترجمه إلى خطوط ومساحات، هذه النقطة كانت محل نقاش في عدد من اللقاءات الثقافية عن الفنون الرقمية، التي بدأت تأخذ حيزاً مهماً ضمن تصنيف مجالات الفن التشكيلي، إلا أن ما يثير الجدل أحياناً السؤال من الأهم الرقمي أم التقليدي؟ وهو سؤال ليس في محله فأهمية التصوير الضوئي لم تلغ وجود التصوير التشكيلي أو النحت على سبيل المثال. وقياساً على ذلك في إقامة المعارض والمسابقات، حيث لا تجوز المفاضلة بين اللوحات الزيتية والرقمية سوية فكلاهما ينتمي لمجالين مختلفين تماماً، وسيكون من الجور استعلاء أحدهما على الآخر سواء الرقمي بحجة أنه الأحدث المتماشي مع تطور التقنيات فيجُبّ ما قبله أو أن التقليدي هو الأصل وما سواه طارئ لا يعتبر به! وسيكون من العدل المفاضلة بين الأعمال ضمن مجالاتها كلاً على حدة.


http://www.al-jazirah.com/20101130/cu2d.htm

مبادرة وتجاوب

ظل أبيض
مبادرة وتجاوب
حنان الهزاع


دار نقاش جميل بيني وبين بعض الزميلات حول الفنانة التشكيلية المكسيسكة فريدا كاهلو Frida Kahlo 1907- 1954م ؛ التي عانت صحيا ونفسيا بسبب الظروف التي مرت بها، وكيف وقفت معها والدتها في محنتها بعد حادث السير الذي تعرضت له فوضعت لها مرآة كبيرة في سقف الغرفة لتتيح لها مجال رؤية أكبر وهي ممدة على ظهرها وممنوعة عن الحركة، فكان ذلك مصدر إلهام لها فأنتجت العديد من اللوحات رسمت فيها نفسها بأسلوب مميز اعتقد البعض بأنه سيريالي إلا أنها تقول «لم أرسم أبداً أحلاماً، بل أرسم واقعي الحقيقي فقط»، ثم قامت إحدى شركات الإنتاج فيما بعد بتقديم فيلم سينمائي يوثق قصة تلك الفنانة المبدعة. ومن يرغب في معرفة المزيد سيجده عبر الموقع الإلكتروني الخاص بها، المدعم بمقالات وجاليري خاص بصورها وصور لوحاتها.

كما أنني حين يأخذني شغف المعرفة وحب الاستطلاع، تأخذني بالمقابل حمية تشكيلية محلية، أسأل فيها نفسي لمَ لا يكون لدينا ما يخلد سيرة التشكيليين السعوديين الراحلين ليس في كتاب بسيط، أو موسوعة تعرج على أسماءهم بالذكر فقط، بل بأكبر من ذلك، فهل هو دور وزارة الثقافة والإعلام بوكالاتها وجمعياتها؟ أم لابد من مبادرة خلفاء أولئك المبدعين والانطلاق بتجربة أولى لتتبعها البقية. أما إذا كان العذر عدم وجود الدعم المادي فإن من لديه الخبرة يدرك أن تكلفة إنشاء موقع إلكتروني أقل بكثير من تكلفة طباعة كتاب، كما أنه وعبر الشبكة العنكبوتية يصلنا عن الآخر ما يصله عنا، فمن المحزن جدا ألا يكون لدينا محتوى نوصله. هناك جهود فردية عبر الشبكات الاجتماعية المتعددة لعرض الملفات والصور عنهم رحمهم الله، ولكنها تبقى مبعثرة تحتاج لمبادرة فعالة وتجاوب من الوزارة.

http://archive.al-jazirah.com.sa/2010jaz/nov/23/cu2.htm

Thinking Big

ظل أبيض
Thinking Big
حنان الهزاع

الجملة أعلاه هي عنوان لأحد مؤلفات الدكتور برايان تريسي؛ لم أرغب في استخدام الترجمة الحرفية للعربية لأنها ستفقده المعنى الحقيقي الذي يحمله. تبادرت إلى ذهني هذه العبارة أثناء زيارتي لنادي الفنون في عمادة السنة التحضيرية للطالبات بعليشه، حيث أدهشتني كثيرا تلك العقول النيرة المتطلعة التي يمثل العمل الفني لديها احتراف، فكرة ومعنى؛ وبعد انتهاء اللقاء كان انضمامي إلى مجموعة التصوير الضوئي في إحدى حلقات النقاش الأسبوعية وبوجود أ.فرح النعماني المشرفة على النادي، كانت كل طالبة تعلق بطاقة باسمها تناقش وتتقبل النقد بكل رحابة صدر كانت التجهيزات التقنية متوفرة لعرض الصور، كما أن عناصر لغة الحوار متكاملة والأهداف الجماعية واضحة ومتفق عليها، رغم صغر سنهن إلا أنهن أبهرنني باطلاعهن على كل ما هو جديد في عالم التصوير الضوئي والمسابقات العالمية، وكيف تحصل الطالبة على هذه الجرعة الثقافية المؤثرة في أقل من ساعة أسبوعياً. ومثل هذه الحلقات النقدية تساهم في صناعة الشخصية الفنية المرنة.

ثم كانت زيارتي الخميس الماضي لمباني جامعة الملك سعود وليس من رأى كمن سمع، حيث قام الدكتور عبدالعزيز العثمان عميد السنة التحضيرية بأخذنا في جولة تعريفية اطلعنا خلالها على الإستراتيجية التي تعتمد عليها الجامعة لتأسيس الطالب في أولى سنوات دراسته الجامعية، خاصة التركيز على الإبداع وتطوير الذات وهو الاستثمار الحقيقي في صناعة العقول المثمرة، ما شد انتباهي هناك في مبنى المعرفة هو الحرص على بيئة العمل والطريقة المدروسة فنيا وإنسانيا في اختيار الألوان وتغطية كافة الجدران بلوحات إيضاحية في قوالب بصرية تبعد عنها صفة الجمود، أن تشعر الطالب بأنه أكبر من مجرد تلميذ في قاعة الصف؛ ليفكر من منطلق أنه كذلك فتكون بهجة الإنجاز معه لا به فقط.
http://www.al-jazirah.com/20101102/cu3d.htm

الناقد والفنان...من يحاكم من؟!


يدرك المعايش للمجال التشكيلي كم هي معقدة عملية إصدار الأحكام الفنية على قيمة عمل فني دون الآخر، حيث وتبعاً للطبيعة البشرية فإن الذوق الشخصي للناقد يوجه الكثير من التفضيلات الفنية لديه، والتي تجعل من الموضوعية في النقد شيئا محالاً، في حين أجتهد الكثير من المفكرين والفلاسفة في مجال النقد الفني من أجل تصنيف و فلترة تلك العملية فطرحوا الكثير من الرؤى والمعايير التي تحدد القيمة الجمالية للعمل الفني، إلا أننا نجد تلك الأفكار قد تتعارض مع بعضها أو تعود للتوافق بين حقبة زمنية وأخرى تبعا للمتغيرات التي تحدث في تاريخ الحياة البشرية عموما.

فمن سياق النقد التاريخي الذي يتناول العمل الفني ضمن منظومته التاريخية إلى النقد الاجتماعي الذي يربط قيمة العمل بمدى ملامسته لواقع المجتمع وصدق تعبيره عن قضاياه وهمومه، أو النقد السياقي الذي يحلل العمل ضمن كل ما حوله من ظروف، وهناك من أعطى للفنان دور مؤثر في تقدير العمل من خلال النقد القصدي الذي يربط العمل بصاحبه فقط بعيدا عن بقية الظروف، وصولا إلى النقد الشكلي الذي ينظر إلى العمل على أنه مجموعة من العناصر الفنية كاللون والخط والمساحات والملمس ومدى قيمتها التعبيرية دون النظر إلى السياق أو الفنان ذاته.

وكم هي معقدة ٌ تلك العملية على ساحتنا التشكيلية المحلية على وجه التحديد، باعتبار ندرة وجود نقاد متخصصين أو أكاديميين قادرين على استيعاب معطيات مرحلة فنية وأخرى، وسياق عمل فني دون الآخر، والإلمام بكل اتجاه وأسلوب فني، وشمول المعرفة بعلم الجمال وتاريخ الفن وثقافات الأمم وتطور الحضارات والحركات الفنية السابقة، مع معايشه الظروف المحيطة السياسية أو الاقتصادية التي تضع بصمتها في إبداع الأعمال التشكيلية السعودية على وجده التحديد، وكما أننا بحاجة لوجود النقد الصحيح لكي يمكن إنصاف الأعمال الإبداعية المميزة مما دونها، في ظل الانفتاح الكبير لممارسة الفن التشكيلي للمبدعين في مناطق مملكتنا الحبيبة، فأنه و بالتأكيد سيؤدي غياب النقد السليم مع هذه الطفرة إلى حالة من الفوضى و الإرباك، في مسار الحركة التشكيلية المحلية التي نأمل دائما في ظهورها بالشكل الأمثل.

وان كانت عملية النقد تثري المتلقي في فهم أبعاد العمل الفني إلا أن أكثر من يشعر بأهمية الحاجة لذلك هو الفنان التشكيلي نفسه، بغية الارتقاء بنفسه والحصول على قراءة صحيحة لأعماله وليس لشخصه، ليقف على الايجابيات والسلبيات ويمحصها بنفسه ليخرج برؤى تحمل فكراً وأداءً أكثر نضجا. وفي المقابل وفي ساحتنا المحلية كيف سيتقبل الفنان، هذا النقد الموجه له غير مكتمل الأدوات، هل سيكون لرحابة الصدر وجودها حينذاك.....ربما.

مجلة الفنون العدد 43
اكتوبر 2010

التشكيل إعلامياً

ظل أبيض

التشكيل إعلامياً
حنان الهزاع


توجد الأقسام الجامعية للإعلام بأنواعه لتخريج الإعلامي كصاحب مهنة يتميز فيها من لديه مواهب خاصة وقدر عالٍ من الثقافة المتخصصة في أيٍ من مجالات الحياة، قد لا يتوفر لدى البعض سوى قدر قليل منها، ولذلك توجد الفروق الواضحة في البرنامج التلفزيوني الواحد إذا ما تولى إعداده وتقديمه فريقا عمل مختلفين، وفي الجانب الآخر نجد أن المثقف لا يمكن تخريجه أكاديميا؛ فهو يتبلور ذاتياً نتيجة ما يحيط به من ظروف متعددة، ولذلك كان الإعلام بوسائله في خدمة الثقافة وحيثما تتواجد هي يكون هو معها لتوثيقها وإيصالها للآخر، كما أنه على المثقف واجب في صناعة الإعلام وتطويره وهو دور مهم في عملية التقويم إذا ما رغبنا في الوصول بالإعلام الثقافي على وجه الخصوص لدرجة المنافسة العالمية التي ما زال الطريق إليها طويلا.
والفن التشكيلي باعتباره أحد أوجه الثقافة فإنه ولا بد أن ينال نصيبه الأمثل وليس مجرد سد فراغ؛ وذلك في إعداد البرامج المحبكة والمخرجة على أكمل وجه، وقبل ذلك اختيار من يقدمها ويكون على قدر من التمكن الشامل مما يساعد في جعل البرنامج الثقافي على وزن من الاحترافية الإعلامية، فقد يُصدم المشاهد الواعي بعدد من الأخطاء الفادحة التي يتعجب كيف مرت دون أن يتنبه لها فريق عمل البرنامج أو أن يتم إنتاج العمل الإعلامي بطريقة متواضعة تقليدية ومحاور مكررة مستهلكة تبعث على الملل حتى يصل البعض إلى إهمال متابعة القناة بأكملها، وعلى قدر ما يؤمله التشكيليون في وجود إعلام مرئي يخدمهم ويساهم في الارتقاء بالثقافة البصرية، إلا أنهم يجدون البون الشاسع بين لقاء تقدمه إحدى القنوات المحلية بتواضع لأحد التشكيليين السعوديين الذي هو ذاته من قدمته قناة أخرى بتكامل جميع عناصر البرنامج إعلامياً وثقافياً.


http://al-jazirah.com/20101026/cu4d.htm

الرسم بلا قلم

ظل أبيض
الرسم بلا قلم
حنان الهزاع


«الرسم» عادة كما يعرفه الجميع بأنه استخدام القلم أو الفرشاة لإحداث خط أو شكل إضافة إلى بعض درجات الظلال على مساحة ذات بعدين، ولذلك كنت على استعداد بأدواتي الخاصة لحضور محاضرة وورشة للرسم المعاصر في إحدى الدورات التي حضرتها بجامعة كوفنتري، إلا أنني ما لبثت أن تخليت عنها كلها بمجرد بدء العرض؛ الذي استهل بصورة فوتوغرافية لأحد الحقول الزراعية يمر به خطان متوازيان من أثر عجلات السيارة ليخبرنا المحاضر بأن ما ترونه أمامكم هو نوع من الرسم فالعنصر التشكيلي «الخط» هو ماتم إحداثه على هذه «المساحة» من الأرض؛ أما الشريحة الثانية فتظهر مبنى يمر بأحد جدرانه شرخ عريض هو الأخر بمثابة «خط» يرسم به، ثم عَرَضَ بعدها لقطة لمجموعة من الطوابق في مبنى آخر وقد أحدِثَ في كل طابق ثقب دائري يتناقص قطره كلما نظرنا نحو الأسفل؛ أيضا هذه الثقوب تقابل «المساحة» في الرسم، ثم تلت تلك المحاضرة ورشة عمل جماعية استخدمنا فيها كل ما يمكن أن يقع تحت أيادينا من خامات وأدوات ماعدا القلم والفرشاة كالخيوط، الحبال، الأوراق و اللواصق وحتى جدران الغرفة وأرضيتها وسقفها تناولناها جميعاً في معالجة عناصر الرسم التشكيلية؛ فكانت بمثابة ممارسة تمرين ذهني ابتكاري لا ينسى.

هذا التعريف الجديد لأبجديات الرسم قد لا يتوافق مع ما ألفناه في واقعنا التشكيلي خصوصا المحلي، إلا أنه طريقة فعالة للانعتاق من قيود التقليدي، و تنمية التفكير الإبداعي الذي هو أهم مقومات الفنون المعاصرة، وأرجو أن لا يظن البعض أنه تم إلغاء المفهوم الأكاديمي المعروف للرسم في هذه الجامعة، حيث إنه يتم تلقيه في مرحلة سابقة للتعليم الجامعي المتخصص في مجالات التشكيل ليكون هو التأسيس للمعاصرة فيما بعد.

http://www.al-jazirah.com/20101012/cu5d.htm

عاداتنا الجمالية

ظل أبيض
عاداتنا الجمالية
حنان الهزاع

أقيم متحف التيت للفن الحديث المطل على نهر التايمز بلندن عام 1900م، في مبنى محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بعد أن تم إيقاف العمل بها، ويضم هذا المتحف الضخم عدداً من أعمال الفن الحديث في الرسم والنحت لعدد من العمالقة أمثال بيكاسو، دالي، رودان وغيرهم. الزيارة لهذا المتحف متاحة بالمجان للكل؛ لذلك فهو مكتظ بالزوار من جميع أنحاء العالم على مدار العام، إلى جانب قاعتين للمعارض الزائرة وإن كانت بمبلغ رمزي إلا أنها أيضاً هي الأخرى تحظى بشغف البعض فما ما يعرض فيها من أعمال معاصرة قد لا يتكرر عرضها مرة أخرى، ما يشد الانتباه أن الزوار لم يستثنوا أطفالهم من الحضور وقد جهزت لهم أماكن ترفيهية - تعليمية في بعض الطوابق، التي تنتهي بالمقهى المطل على منطقة لندن القديمة، إضافة إلى المكتبة بالطابق الأرضي تحوي مجموعة من الكتب القيّمة حول الفنون المختلفة. ما دفعني للتذكير بهذا المتحف هو ما وجدته من بعض الآراء الشخصية لبعض السياح العرب قد همشت الزيارة لهذا المتحف، بل إن البعض ندم على زيارته واقترح بالمقابل أماكن أخرى ليس من ضمنها اسم لأي متحف، وإن كان أبرزها عناوين متاجر التسوّق وكيفية الوصول إليها بالتفصيل، هذا يدل على إحدى عاداتنا الجمالية وتميز الذائقة في الملبس، ولا بأس بذلك؛ ولكن ماذا عن بقية العادات الجمالية الثقافية التي توصف بها الشعوب المتحضرة، ولا سيما أنه لم يعد يخفى على الكثير أسماء أولئك الفنانين وستكون المعايشة البصرية المباشرة عالقة بالذاكرة خصوصاً المنحوتات التي تشكّل رؤيتها على أرض الواقع ومن جميع الزوايا تجربة مختلفة ولا أجمل من أن يقترن ذلك بسرد الحكاية وشيء من التذوّق الفني لنضع بذرة جديدة في ثقافة الصغار.

http://www.al-jazirah.com/20101005/cu4d.htm

ما مدى أهمية اللون للفنان؟

ترجمة :Hanan Saud

المحاولات المبكرة للتلوين بحسب الوان الطبيعة غالبا ما يسفر عنها حرفية فنية حيث تطبق حرفيا و تقريبا  اللون الذي تراه في الطبيعة.السماء زرقاء ، والأرض البنية والأشجار الخضراء تبدوفي اللوحة كذلك بنفس الالوان.وتستمر كذلك حتى تبدأ في التأمل الدقيق في اللون الذي تراه فترى مالم تكن تراه.تكتشف أن السماء يمكن أن تختلف من لونها الازرق  الى الرمادي الفاتح اوالبني المخضر.الأرض البنية يصبح لونهالبنفسجي او وردية اللون او برتقالية  بحسب الضوء المنعكس من الوان السماء.ويمكن الكشف عن البنفسجي والبني ، في  مجموعة من الأشجار الخضراء.كما تقدم لك  يجب ان تتعلم أن تصبح أكثر انتقائية.لاحظ الألوان التي تنتج أثرا  تكون هي الأكثر انسجاما وستلاحظ انك تحاول اخفاء المتنافرة منها والقضاء عليها.
إذا كنت قد ولدت  وساهمت ظروفك ان تكون متاثرا بمجموعة محدده من الالوان فانه ان الاون لكي تطلق لبصيرتك رؤية المزيد منها في الطبيعة.معظم الناس لديهم دائما نزعة  للعودة الى الطبيعة ، ودراسة تأثير اللون الواحد إلى الآخر ، ودائما يحاولون الحصول على التجانس اللوني في لألوان الجديدة. الا ان عين الفنان تختلف في تلمس تجانسات لونية مبتكرة.مثلا عند رسم موضوع مغلق في الاستديو بضوء قليل قد يستخدم الفنان درجات رمادية للتعبير عن الجو العام للمشهد ، كما أنه من الضروري موازنة التلوين عند استخدام الألوان الاكثر اشراقا.كما ان من المفيد دراسة بعض اللوحات الأصلية أو عملم تدريبات من خلالها للنخبة من الاسماء القديمة من كبار الفنانين قديم وحديثا.لاحظ كيف أن بعض الرسامين لديهم الالوان المستخدمة فعليا قليلة جدا ، ومع ذلك لم يكن مكترثين لعدم وجود تنوع كبير في لوحاتهم ، والبعض الآخر يبدو أن لديهم تشغيل سلسلة من كل لون ، لكنها أدت أيضا التجانس الجميل.كفنان ، كن مهتما ليس فقط في المؤثرات البصرية للالون  و تأثيرها العاطفي ، ولكن أيضا في كيف يمكن للون ان يخلق شكلا وكيف يتأثرال شكل باللون المحيط به.من الناحية الفنية ، يمكن الحصول على أي لون عن طريق خلط الألوان الأساسية ، الأحمر الأصفر والأزرق.كل واحد من الألوان الثانوية ، البرتقالي البنفسجي ، والأخضر ، هو انتيجة خلط لونين اساسين.خلط الألوان الأساسية والثانوية ينتج عنه درجات الالوان الفرعية مثل البرتقالي المصفر ، البرتقالي المحمر ، البنفسجي المحمر والبنفسجي المزرق ، الاخضر المصفر والاخضر المزرق.وعند خلط اللون مع المكمل له اي المقابل له على دائرة اللون نحصل على الرماديات.
وتعتبر الألوان التي تحتوي على نسبة أكبر من الاصفر والاحمر "الوان دافئة".وبالعكس ، والألوان التي تحتوي على نسبة أكبر من الازرق هي "الوان باردة".

تمت ترجمته بتصرف من موقع / http://www.learn-to-draw-and-paint.com

اختيار وترتيب باليتة الالوان الزيتية



ترجمة : Hanan Saud 
لا تقلق فان اختيار وترتيب باليتة الرسم الزيتي الخاصة بك مهمة ليست صعبة. لكل فنان حرية الاختيار في تريب الباليتة الخاصة به وترتيب الألوان عليها وقد يبدو بعض الفنانين غريبا في طريقته الخاصة. وأيا كان اختيار الألوان و الباليتة الخاصة بك ، فيجب أن ترتبها بشكل منهجي حتى يتسنى لك الوصول للون الذي تريده بسهولة وستجد أنك تصل اليه لا شعوريا مع التعود على منهجك الخاص في الترتيب.العديد من الفنانين يعتبر اللون مثل الكلمات تترتب منطقيا او ان الباليته مثل لوحة المفاتيح للبيانو كل نغمة أو صوت تكمن  في جزئية معينة وتكون مرتبطة بببقية النغمات.
ومع ذلك ،فان باليتات الفنانين هي مختلفة بطبيعة الحال عن لوحات المفاتيح في أن يجعل كل فنان اختياره الخاصة وترتيب الألوان ويحدد العلاقات التي قد تبدو غريبة جدا لدى فنانين آخرين .هناك حقا لا توجد قواعد اساسية لذلك ، ولكن العديد من الفنانين يجدون أنه سيكون مفيدا للغاية تطبيق قاعدة الترتيب على الوان الطيف. في مثل هذا الترتيب ، الاحمر ياتي اولا ثم البرتقالي ثم الاصفر وبعده الاخضر ثم الازرق والبنفسجي واخيرا البنيات والاسود والابيض.
هناك ترتيب آخر يشترك فيه عدد من الفنانين حيث يتم وضع الألوان الحارة والألوان الباردة في مجموعات منفصلة.
نظام آخر للترتيب وهو مجموعات الألوان التي يتم استخدامها بشكل متكرر في اللوحة.جيري فارنسورث ، الذي اقترح قائمة الألوان السابقة ، اقترح على لوح مستطيل ذو ثقب يوضع لون الأبيض الزنك في الزاوية اليسرى العليا. ثم توضع عبر الجزء العلوي من اليسار إلى اليمين في الوان الكادميون من أصفر باهت إلى أحمر عميق ، ثم الالوان الترابية.وفي أسفل الجانب الأيسر من الباليتة يوضع اللون الأحمر القرمزي ، والبلوز ، فيريديان والأسود. ويترك وسط الباليته فارغا لاجراء المزج عليه. هناك خدعة مفيدة يستخدمها بعض الرسامين وهي جعل العديد من اللمسات من كل لون في باليته واحدة بدلا من واحدة كبيرة. هذا يجعل من يسهل الحفاظ على الالوان وعلى وجه الخصوص من ان  يصفر اللون الأبيض خاصة في وجود ضوء قوي.

تمت ترجمته بتصرف من موقع / http://www.learn-to-draw-and-paint.com

مقدمة في التصوير الزيتي



ترجمة : Hanan Saud
تعتبر اللوحة الزيتية وسيلة مثالية للمبتدئ. إنها طريقة ممتازة للدراسة ، لأنه يتم إجراء التغييرات والتصحيحات بسهولة.يمكن كشط المقاطع غير المرغوب فيها  عدد من المرات دون وقوع إصابات على السطح.يمكن وضع طبقات من  اللون واحد تلو الآخر، ويمكن تصحيح النسب ، ويمكن دراسة كل أطياف الضوء والظل تجريبيا.يمكن وضع اللوحة جانبا في أي وقت واكمال العمل عليها في وقت لاحق.بعض المبتدئين يفضل اختيار الوان الزيت  بسبب التقديس الذي يراه في وسائل الاعلام  عن "اللوحة الزيتية الأصلية."و عندما يستغرقون في الرسم كهواية يبدأون بإنتاج اللوحات التي تظهر عليها ضربات الفرشاة واضحة وتمثل اسلوبهم الخاص.اما الهواة الذين يرغبون في العمل في وسائل الإعلام  لكن وقتهم محدود جدا فانهم قد لا يرغبون في استخدام الوان الزيت، الا انه يبقى التصوير الزيتي مهمها في التعليم الاكاديمي في الرسم والتصوير التشكيلي.كذلك يمكن بسهولة من خلال استخدام الوان الزيت اجراء الدراسة الدقيقة للون ، ويمكن اكتساب المعارف الأساسية التي سيتم تطبيقها في وقت لاحق بانواع مختلفة من الخامات والالوان.كذلك لا ننسى القول المأثور القديم ، "كل خامة تساعد الاخرى ،" وخصوصا الوان الزيت.كما تقدم لك سرعان ما يكتشف الفنان أن هناك ما هو أكثر من مجرد طلاء لون بل ان  نوعية السطح وطريقة استخدام الفرشاة، تخلق تاثيرات مختلفة واحاسيس متنوعة.
وضع الطبقة الاساسية على سطح اللوحة والتلطيخ بالالوان كلها تؤثر في النتيجة النهائية للوحة.ممارسة العمل في الهواء الطلق في نقل المشهد مباشرة او الانتقال للعمل في داخل الاستوديو. كلها ستجد ان تفيذها بالالوان الزيتية تجربة ممتعة وثرية.
ترجمة بتصرف من موقع/ http://www.learn-to-draw-and-paint.com

عوداً على بدء




ظل أبيض
«عوداً على بدء»
حنان الهزاع

 
بعد الاجتماع الأخير للجمعية السعودية للفنون التشكيلية الذي أسفر عن حل مجلس الإدارة؛ وأنا يجول في خاطري الكثير إلا أني أجّلت ذلك إلى حين اقتراب إعادة الانتخاب مرة أخرى. الجمعية التي لم يمض على تأسيسها سوى ثلاثة أعوام، كانت آمال التشكيليين فيها أكبر من أن يتذكروا بأنها في بدايتها، ونسي البعض أنّ مرحلة التأسيس هي الأصعب، ومن يعمل في المؤسسات الثقافية يدرك الكثير من الأبعاد المرتبطة بالشؤون الإدارية والتنفيذية على حد سواء. ولقد بذل المجلس السابق جهوداً لا يمكن إنكارها وكانوا محل ثقة، إلاّ أنّ الرياح جرت بما لم تشتهيه سفنهم. ولعل أبرز الأمور التي يجب أن توضع في عين الاعتبار بالمرحلة القادمة هي ربط التشكيليين في كافة المناطق بشكل دوري بكل مستجدات وأخبار الجمعية، وسيكون تشكيل اللجان الفرعية حلاً جيداً لذلك، كما أنّ تحديد مستويات العمر الفني للأعضاء المنتسبين يساعد في تحديد الأنسب لتقديمه من فعاليات وأنشطه موجهة بحسب احتياج كل مجموعة منهم. فالأجيال القديرة على سبيل المثال قد لا تناسبها الدورات التدريبية، في حين سيكون من دواعي سرور الأجيال الجديدة الانضمام إليها.

من جانب آخر ما هو دور الأعضاء؟ هل قاموا على أقل اعتبار بتزويد الجمعية بعناوينهم الصحيحة حتى لا يعتذروا بعدم وصول الأخبار والإعلانات، وأين هي مساهمتهم في المعرض العام الأول ! وأين هم من حضور الاجتماعات التي وبسبب عدم حضورهم تم تأجيلها مرات عديدة. ذلك أنّ تشكيل المجلس الجديد لن يكون المصباح السحري لتحقيق الأماني التشكيلية ما لم يتم التفاعل الإيجابي من قبل الجميع، فالعضوية ليست اسماً يوضع في بطاقة لتدرج كأحد نقاط السيرة الذاتية فقط، بل هي مسؤولية وحمل لرسالة الفنون التشكيلية في هذا الوطن.

http://www.al-jazirah.com/20100928/cu3d.htm

على ذمة اللون


ظل أبيض
على ذمة اللون
حنان الهزاع


قد تجمعك الصُّدف أثناء زيارتك لأحد المعارض بشخص يصف الفنان صاحب اللوحة بأنّ لديه عقدة نفسية أو حتى ميول انتحارية لا قدّر الله، فتسأله متعجباً عن طبيعة تخصصه المهني فيجيب بأنه لا يمت لعلم النفس بأيّ صلة؛ إلاّ أنّ اللون الأحمر أو الأسود الذي استخدمه الفنان هو من يقول بذلك، ثم تعود لسؤاله من جديد عن مصدر المعلومة، فتكون الإجابة المحبطة لك «جاءني عبر الإيميل»، ومن منطلق حبه لهذا النوع من المعلومات، يذكر بأنه قرأ الكثير حول هذا الموضوع «في جوجل».

كما أنه لا يمكن إغفال أهمية سيكولوجية اللون التي يراعيها الكثيرون في اختيار طلاء الحائط وقطع الأثاث أو حتى الملابس وغيرها، والتي تُعني في المقام الأول بمدى انسجام اللون مع البيئة المكانية وتأثيره على الإنسان، والتي قد يلتبس الأمر معها لدى الناس بالتحليل النفسي للفنان من خلال لوحاته والتي هي مهمة الأخصائي النفسي، فمثلاً سيجموند فرويد حين قدّم سلسلة تحليلاته لأعمال سلفادور دالي؛ تناول الأشكال البصرية الواضحة في اللوحة كالساعات الذائبة والجراد مثلاً كرموز يحللها من خلال عشرات اللوحات لكي يصدر حكمه عليه، ولم يلجأ لتنظير الباليته اللونية التي استخدمها دالي؛ في حين أنّ بوح المتلقي بهذا الحكم يعكس جزءاً مما يشعر به هو تجاه اللون وليس الفنان! هذا النوع من الثقافة «الجوجلية» المفتوحة دون توثيق للمصادر، ليست على مستوى الفن التشكيلي فحسب بل في الكثير من جوانب الحياة؛ تؤثر فينا كثيراً وتجعلنا نشعر بمسؤولية لمواجهتها؛ من خلال صناعة المتلقي الواعي، التي وبلا شك تبدأ مع تعليم الطفل منذ المراحل الأولى، والتشجيع على القراءة والاطلاع عبر المراجع الموثقة، إلى جانب تزويده بالطريقة الصحيحة للحصول على المعلومة عبر الإنترنت.

http://www.al-jazirah.com/20100921/cu4d.htm

إضاءة على دواخلنا

ظل أبيض
إضاءة على دواخلنا
حنان الهزاع
 
من أسوا الأمور أن يقع الإنسان في دوامة عدم الفهم لذاته؛ فيجهل دوافعه للحياة وتضيع أهدافه، وقد يختلط إحساسه بالنقص مع رغبته في الشهرة فتتشكل لديه النرجسية غير المقبولة، كما أنه من الأهمية بمكان لأي فنان تشكيلي على وجه الخصوص أن يدرك هذه الحقيقة، ذلك لأنه الشخص الذي يعتمد تماماً على علاقته مع عالمه الداخلي وعلى مخزونه من اللاشعور كذلك تراكمات خبرته البصرية لأجل صياغة إبداعاته، وبمقدار الصدق والصفاء في فهم الفنان لنفسه يكون التجلي البهي الذي يعطي العمل التشكيلي قيمته. وبجولة سريعة في تاريخ الجماعات الفنية ندرك تلك الحقيقة وبالتعمق أكثر في أحد اتجاهات الفن الحديث نلاحظ كيف أن جماعة دون أخرى تبنى أفرادها فكراً استوعبوه تماماً ودافعوا عنه وانضم إليهم عدد من الكتاب والأدباء منافحين عنهم، نظراً لوضوح هدفهم وسعيهم الدؤوب لتجسيد فلسفتهم على أرض الواقع، فخلد التاريخ ذكرهم وأصبحت أعمالهم التشكيلية من أهم نقاط التحول والعلامات الفارقة في تاريخ الفن.

أما الآن وفي زمن المعاصرة حيث تلاشت أغلب القيود الأكاديمية وزالت الحدود الفاصلة في تصنيف الفنون؛ تبقى الفكرة وحدها سيدة الموقف وهي التي تجعل للفنان مكانته وتصل به إلى العالمية، فصاحب العمل الفني يكون أو لا يكون بناء على المضمون الفكري الذي يحمله عمله، والذي بناه على أسس مستمدة من الحقيقة الصافية في داخله بعيداً عن التقليد، في حين قد يعمل البعض تفكيره فيما ليس من شأنه أن يساهم في تطويره تشكيلياً أو زيادة ثقافته البصرية والفكرية، مضيعاً بذلك وقته ومبتعداً عن الطريق الصحيح نحو النجاح التشكيلي، ومسيئاً لذاته التي كان بالإمكان أن تبدو أجمل فيما لو أعطاها قدرها دون إفراط ولا تفريط.

http://www.al-jazirah.com/20100831/cu8d.htm

عولمة التشكيل

ظل أبيض
عولمة التشكيل
حنان الهزاع

ربما قد صادف أحدكم أن شاهد أحد المقاطع للمبدع الكوري ونهو تشونج Wonho Chung، الذي ولد في السعودية 1981م لأم فيتنامية وأب كوري، وتربى على العربية لغة وثقافة، ثم تخرج من إحدى جامعات العاصمة الأردنية، وانتقل بعدها إلى دبي ليبدأ مسيرته في الإعلام، وهو يقدم مساحة جديدة في منظومة العولمة التي كم اعتدنا على تمثيل دور المستورد فيها دون أن يكون هناك تصدير من طرف الشعوب العربية؛ إذ إنه قلب هذه المعادلة التي ألفناها واستطاع كسب شعبية جماهيرية كبيرة؛ ليجعل من اللغة العربية وثقافة المجتمعات العربية وسيلته في طرح موهبته الإعلامية. والعولمة هي في حقيقتها تلاقح الثقافات وتبادلها بوصفها حلقة دون نهايات تقييدها ببلد محدد.

مشاهدتي لهذا المبدع الكوري نقلتني إلى معلومة جميلة صادفتني أثناء قراءاتي التشكيلية، وقادتني إلى التفكير بالعولمة في التراث التشكيلي، فالفنان الإيطالي فيروكْيو Verrocchio-1488م استخدم الخط العربي في تمثاله البرونزي «داوود» على هيئة أشرطة من خط النسخ المملوكي تزخرف حواف الثوب الذي يرتديه «داوود». ثم قادتني أفكاري إلى أحدث المحطات الفنية التي زرتها في جاليري آيكون ببرمنغهام حيث يعرض الفنان الصيني مادلن Madeln أعماله عن حياة المجتمعات الإسلامية مدوناً الآية القرآنية رقم 108 من سورة يوسف على إحدى لوحاته ومستلهماً عنوان معرضه منها أيضاً، كيف يتم التعبير عن الأوضاع الإسلامية على يد فنان صيني يعرض أعماله على أرض أوروبية. وبعد أن شرحت لنا مضامين أعماله وكأنه قد عاش بين ظهرانينا وبجانبه بئر بترول، أو أن إحدى نسائه ترتدي البرقع قصراً، كما حملت إحدى لوحاته الأخرى عبارة «Axis of evil» وهي عنوان البرنامج الذي يشارك فيه صاحبنا ونهو وغيره لتقديم كوميديا ساخرة عن شعوب العالم.

http://www.al-jazirah.com/20100810/cu3d.htm

ظلٌ أبيض

Hanan saud*

يقول جون دافيس
"جميعكم تضحكون علي لأني مختلف عنكم، وأنا أضحك عليكم لأنكم متشابهون"

كم هم مريحون أولئك المنظمون المثاليون، أنهم يجعلون من الحياة شيئاً سلساً يسير في رتابة مأمونة، لكن " التطوير" لا يحتاج إلا إلى القليل منهم. لأنه بحاجة ماسة لبعض الجنون والإنحراف عن المسارات المألوفة، فالتغيير لم يحدث في تاريخ البشرية إلا على يد أصحاب الشطحات الغريبة، ممن تجرؤوا على كسر الروتين ومخالفة القواعد، وعندما يقدر مثل هذا الجنون حق قدره، ويؤمن به فإنه سيتاح للمبدع أن يثبت صلاحية أفكاره وفاعليتها. فأينشتاين مثلاً لم يكن على قدر من التميز العقلي ليجتاز مراحل التعليم الأولى، كما لم تكن هيئته الشكلية مهذبة بما يكفي للإعجاب به، إلا انه قـُدر له أن يولد في مجتمع يؤمن كثيراً بأن ما يحدثه الشخص من تأثير هو الأهم ويصنع له قيمة بعيداً عن أي حيثيات أخرى.وعلى صعيد الفن التشكيلي وهو أكثر الفنون جنوناً، حيث لم تكن أعمال فناني الانطباعية شيئاً مقبولاً عندما عرضوا لوحاتهم محطمين كافة القيود الأكاديمية المقدسة، ليجعلوا من الضوء فقط أبجديتهم في التعبير الفني، فسمي معرضهم الأول الذي أقاموه عام 1863م بـ"صالون المرفوضين"، وهو الذي أعتبر فيما بعد أهم المنعطفات في تاريخ الفن الحديث، حيث كان وراء تأسيسه "مونيه" وزملاؤه "رينوار" و "بازيل" و"سيسلي"، ثم ما لبثوا بعدها أن تضامن معهم الكثير من المفكرين الذين آمنوا بمشروعية ذلك التغيير، فظهرت" الانطباعية" كمدرسة فنية نُظرت لها خصائصها وتقنياتها التي تبنتها أكاديميات الفنون فيما بعد.
كما نقيس على ذلك الكثير من الانقلابات الفكرية التشكيلية والتي توالت منذ تلك الفترة، ومنها ما قام به "مارسيل دوشامب" 1919م عندما تعدى على قدسية "الموناليزا" فأضاف لوجهها شاربا وذقنا صغيرة، ليعطي فلسفته الخاصة تجاه مفهوم الرجولة والأنوثة بطرح جريء يصدم المشاهد، فصنف هذا العبث بالحركة "الدادية" والتي تسخر من الواقع وتجعل الفن أداة للتعبير عما خلفته يد الدمار البشري في الحرب العالمية، وهي التي وضعت بذور "السريالية" فيما بعد في الفن والأدب. وأعطت للبعد الإنساني أهميته في الإنتاج التشكيلي، كما كانت "الدادية" في زيورخ جامعة لكل التيارات الفنية الطليعية والتيارات المعاصرة كـ"التكعيبية" و"التعبيرية" و"الباوهاوس" و "التجريدية"، آخذين في الاعتبار أن تطورات الحركة التشكيلية في الغرب، إنما هي نتيجة حتمية لما مرت به البشرية هناك من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية متنوعة، لذا فالفكر الفني والأدبي جاء متسقا في كل فترة بحسب الأحداث في حينها، ولذا فأنه علينا أن نميز في فنونا العربية بين المستورد والمنسوخ بلا أي قيمة، وبين الأعمال المبدعة اللامألوفة والتي تجيء منسجمة مع معطيات الزمان و المكان بفرادة وخصوصية تميزها عن غيرها.
وإن رغبنا في الحصول على الإبداع في أقصى مداه وأجمل تجلياته، فما علينا سوى النظر إلى ما يقدمه المبدعون لدينا من زوايا جديدة مغايرة، وأن لا نقابل كل ما هو غريب بالاستنكار، وأن من الخطأ أن يبقى الحال كما هو عليه في الفن التشكيلي، وأن نعيد رؤية الأمور مرة أخرى، فليس بالضرورة أن يكون كل ظل أسود، وأن في الكون ما قد يكون "ظلٌ أبيض".

*مجلة الفنون الصادرة من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون العدد 51

اللون كقيمة جمالية في التصوير التشكيلي



من أعمال هنري ماتيس

كتبت : أ. حنان الهزاع*

تمثل القيمة الصفة التي تجعل الشيء مرغوبا فيه، وتطلق على ما يتميز به الشيء من صفات تجعله يستحق التقدير. إنها مصطلح فلسفي يتأرجح بين المادي والملموس، وبين الغموض والوضوح وتظهر في عناصر العمل الفني مثل الخطوط والألوان والضوء والظل وغيرها وهي :

القيم الحسية .

القيم الوظيفية .

القيم المرتبطة بالأبعاد الرمزية والتعبيرية.

إلا أن قيمة اللون تكمن في تحقيقه أهدافا متعددة التشكيل وهي التي تبرز مميزات مختلفة للفن وبأهداف وأفكار متغايرة ولكنها بقصد رؤية يتوصل إليها الفنان مجسما تلك الأفكار ومن تلك الأهداف التي يحققها اللون ما يلي:

إيجاد الحلول الكافية في التكوين لخلق الحركة الدرامية والديناميكية أو المستقرة في تشكيل الوحدة العامة للوحة .

إيجاد الدرجات الضوئية المختلفة للإيحاء بالعمق الفراغي داخل اللوحة أو تجميع المركز الضوئي واللوني للأهداف الرئيسية محققة إحساسا مجسدا ومساعدا أساسية لهدف الموضوع من ناحية الرؤية .


من أعمال كاندلسكي

تحقيق التوازن الضوئي واللوني بين مجموعات الكتل والعناصر والعلاقات وتجميعها لجعل الوحدة في كل عمل فني ذا غايات ومضامين مختلفة عن بعضها.

وبالرغم من استخدام الإنسان للون منذ قديم الزمن وخلال الفترات التي ازدهر فيها الفن وكان الغالب على استخدام اللون هو البعد الرمزي كما كان في الفنون القديمة كالفن المصري القديم والفن الإسلامي وغيرها، ولكن بعد ذلك أدرك الكثير من الفنانين في العصر الحديث الدور الجمالي الكبير الذي يلعبه عنصر اللون في إيصال التعبيرات والمضامين خلال اللوحة التي ينجزها الفنان محملة بفكره وفلسفته وشخصيته وانفعالاته وغير ذلك من دوافع.


من أعمال بول سيزان

ومن خلال النظر عبر تاريخ الفن، نجد انه وبالاعتماد على اللون حصل "ديلاكروا" الرسام الفرنسي الرومنتيكي (1789- 1863) على وحدة التكوين. فاللون حسب رأيه، ليس مجرد أداة تستعمل لتلوين الأشكال المرسومة مسبقاً، بل انه وسيلة تعبير يتجلى خطابها من خلال تفاعلاتها اللامتوقعة والثرية.

وفي أعمال " سيزان" نجده يبدأ من المحسوس إلى المجرد ومن اللون إلى الشكل فكان مسيطرا على انفعالاته وتبنى "سيزان" مبدأ التنمية الفنية من خلال الطبيعة ومن خلال الحساسية باللون، فالتجربة لديه تبدأ بالإحساس باللون ومن ثم يتولد رد فعل العواطف الذي يسفر عن تمثيل مابين الأضواء الحمراء والصفراء والظلال الزرقاء من تباين، وبذلك تمكن "سيزان" من أن يصرف تفكير المشاهد عن التفاحة مثلا من كوهنها شيذاً عادياً يؤكل إلى شيء متميز فنيا.

وبالتوازي مع ذلك اكتشف "فان جوخ" ( 1853-1890) القيمة المعبرة للون فأطلق له العنان من خلال تقنياته الخاصة به، التي ميزته عن بقية معاصريه وبشرت بالتعبيرية والوحشية ودون التخلي عن الرسم الخطي الذي بقي مرتبطا بالمرئي ومحتلا مكانة هامة في رسومهم. فاهتم بالتباينات اللونية على السطح المستوي وقد استغنى عن التناغم الذي يتعلق بالظل والنور فتمثلت القيمة الجمالية في لوحاته في الألوان ومعالجتها التجريدية، حيث استطاع أن يبدع في أسلوبه ورؤيته للواقع الذي يراه متصلا بعالم اللانهائية. "فان جوخ"عمد إلى تبسيط الأشكال واختزال تأثيرات الضوء بمنهاج رمزي للون، وهذا ما جعل أعماله أشياء تستحق النظر إليها كموضوعات تصويرية، وبذلك توصل فنانو تلك الحقبة إلى فتح الطريق الموصل إلى نظرة جديدة لمفهوم الرسم، يصبح فيها اللون الركيزة الأساسية.

ولقد كان "ماتيس" معترضا على الفكرة التي تعتبر أن الرسم الخطي يمثل ثلاثة الأرباع والنصف مما تحتويه اللوحة، لذلك ذهب إلى القبول بتداخل مجموعة العناصر التشكيلية المكونة للوحة ومن هذا المنطلق لم يعد اللون فتنة مضافة أو وسيلة تمكننا من محاكاة ما ندركه بصريا بل أداة مميزة للتعبير عن الأحاسيس، لذلك تبقى رهينة نشوة الرسام ونزواته. وكان يعتني باستخدام الألوان المحايدة في تصوير مركز اللوحة بالألوان الصارخة، ويستخدم الألوان الرمادية والبنفسجية في مناطق الظل، وتشكل المناطق التي استخدم فيها المحايدات مركز القمة. والألوان تبدو وكأنها تؤدي رقصة من خلق الخيال وهي ذات طابع شرقي غني ،وهو بذلك يدفع المشاهد إلى عالم من الثراء والجمال المثالي مع الرقة والطبيعة فتأمل لوحاته يصبح نوعا من الافتتان.

أما الوحشية وعلى يد "ماتيس" وجدت في اعتمادها على الألوان الصارخة والمتوهجة خاصيتها المتميزة، فلقد لجأ إلى اختزال اللون والخط ليحدث قطيعة مع مبدأ الخدعة البصرية ليقبل بأن اللوحة ليست قط نافذة مفتوحة كما اعتبرتها النهضة، بل مساحة مغطاة بالألوان تصبح حقلا تصويرا.

فلقد كان هدف الفنان في المذهب الوحشي هو التوصل إلى جوهر الأشياء بالنظر إليها بعين الفطرة، وبالوفاء للحساسية وللخيال، واتخذوا من الألوان قاعدة لبناء اللوحات بالتأليف بين الدرجات الصريحة منها مما يتعارض مع القوالب الأكاديمية فاستوجب التجريد والتحريف فتحولت إلى قوالب تتسم بالتبسيط والتجريد فاللون يعتمد على التفاعل بين الحساسية والخيال، هذه الاكتشافات التي توصل إليها "ماتيس" والمتعلقة بمفهوم "الكمية اللونية" والمساحات الأحادية اللون، تعتبر منطلقا لأبحاث الرسامين الأمريكيين مثل "نيومان" و " روتكو" وممن اعتبر الرسم حقل تداخل يجمع الفضاء واللون.

كما عمل "ميرو" على إنتاج لوحاته بحيث لم يعد من الممكن التفريق بين الرسم واللون والمادة المكونة للوحة فهو يجعل فرشاته تتيه بحرية على مساحة اللوحة حتى يصل إلى التكوين العام انطلاقا من الشارات التشكيلية المتكونة فهو يرى بأنه يرسم باللون على اللوحة حتى تبدأ بالبروز مما تخلفه فرشاته وكلما تقدم في العمل يبدأ يتخذ شكلا مميزا.

أما في مفهوم كاندنسكي تتمتع الألوان بخصائص روحية يمكن إدراكها والتأثير بها على وجدان المتذوق. وكان كاندنسكي يتطلع إلى جمال منعزل عن الطبيعة الزمانية والمكانية للأشياء وقد شبه أعماله في التصوير بالمؤلفات الموسيقية.

*محاضر بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ، عضو لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون


http://www.alriyadh.com/2010/05/14/article525510.html

الفنون الرقمية المحلية

بقلم : Hanan Saud
برز في الموسم التشكيلي الحالي وعلى غير العادة نشاط واضح في حركة الفنون الرقمية سواء كانت تتعلق بالتصوير الفوتوغرافي أو الرسم الرقمي أو التصميم الجرافيكي، وكان لي تجربتي التي عايشتها مع العديد من الفعاليات والأنشطة في تلك المجالات، فعندما تقدمت مجموعة من الفنانات الواعدات بطلب إقامة معرض خاص بإنتاجهن الرقمي في معالجة الصور و إخراجها بطريقة تخدم المجال الإعلاني أو تصميم أغلفة الكتب، كانت النتائج إيجابية ومشجعة لتكرار تلك التجربة بعد أن لاقت استحسان الجميع سواء من الفنانين المختصين أو من عامة الزوار، ولا زالت أصداء ذلك المعرض مستمرة حتى الآن، فالعديد من مؤسسات الدعاية والإعلان والمهتمين بالمجال أو حتى بعض الصحف والمجلات، يطلبون التواصل مع أولئك الفنانات وهو ما فتح مجال للعمل المهني لبعضهن.
كان أيضا لتجربة إقامة محاضرة خاصة للتعريف بالفنون الرقمية دورا في كشف الكثير من المهتمات بهذا المجال الجديد والمعاصر، لقد كانت من بين الحاضرات عدد من ابرز الأسماء على الساحة التشكيلية من فنانات أو أكاديميات أو حتى هاويات طالبن جميعا بالمزيد من الاهتمام بهذا المجال وهو ما يعكس ضرورة الاهتمام أكثر و إعطاء هذا المجال حقه بين قائمة الفنون البصرية.
أما عن تجارب اللجنة في إقامة ورش عمل للتصميم أو التصوير الفوتوغرافي فهي تعكس ومن عدد المسجلات الكبير ، الطلب المتزايد عليها ومن شتى شرائح المجتمع سواء من الفتيات الهاويات أو المصممات المحترفات أو حتى من الصحفيات والإعلاميات الراغبات في الحصول على المعلومة بطريقة صحيحة.
ومن هذا نلاحظ الحاجة الملحة لإيجاد قناة أكاديمية خاصة للفنون الرقمية بمجالاتها المختلفة وان كانت الجهات المخولة حاليا لا تألوا جهدا في توفير الكثير من الدورات وورش العمل والمحاضرات إلا أن وجود جهة حكومية تابعة لوزارة التعليم العالي أو لوزارة الإعلام، لإقامة دورات متخصصة سواء للمبتدئين أو المحترفين، هو من أهم الأمور التي يجب أن تطرح للنقاش وتفعيلها في اقرب وقت خصوصا في عدم توفر أقسام في الجامعات المحلية تخدم هذا الفرع من الفنون البصرية.

مجلة الفنون الصادرة من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون - العدد 49 - مارس 2010

بعض معايير القيمة الجمالية في بعض الفنون

بقلم : Hanan Saud

الصور من موقع متحف المتروبوليتان

http://www.metmuseum.org

http://www.eyeconart.net/history/ArtContext/Paleo.jpg

الفن البدائي:

كانت الجمالية في الرموز الفنية ومدى قدرتها على إبراز التطابق بين أفكار الفنان وتصوراته المنعكسة عن علاقته بالعالم ، حيث كانت الرسوم الرمزية على جدران الكهوف ممتزجة بالسحر والوظائف النفعية.


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhDnw9GjIavIvaV18ZrV3yLmbiOm2aI6E9uiN9BySWAj8uULQk_ncLLkbsEZPjjhuzNAvswONqHe9bS6vEEny8dhjhKQtA7NJpei_PmtyKUjV20WeFaK_MePsUpROpQY0adSiRgf8YAxA8/s400/Egypt+painting+3.jpg

الفن المصري القديم:

اكتشف الفنان في تلك الحقبة من الزمن جمالية الخط الانسيابي المتصل والمحيطي والتلوين الصافي الصريح، وتتميز بأناقتها ورشاقتها أن تشعر المتذوق بالانتقال السهل للعين، وهي تقترب من حيوية الحياة ذاتها، وتحقق المتعة البصرية، وهو يريد أن يرسم أقصى ما يستطيع في سطح محدد ولذلك تخير اللازم والمفيد من وجهة نظره فاستبعد الظلال بسبب قابليتها للتغير والزوال لأنه ينشد صفة الخلود، وادخل النمط الزخرفي والتصغير بجوار التضخيم.


الفن الصيني القديم:

سعى الفنان الصيني إلى النفاذ بروحه إلى جوهر الأشياء فعبر بعناصر الفن عن الإنسان والطبيعة بلغة تجريدية، وكانت الإعمال مجالا للتأمل الوجداني والروحي للفنان، ومزج بذلك بين فنون الشعر و التصوير والخط في وقت واحد وصور أعماق الإنسان وأحلامه.


الفن الإغريقي:

أصبح الفن يمثل نمطا من المعرفة الحسية، وليس الحدسية مثلما كان في الشرق، فقامت الجمالية على المقاييس الرياضية والحدود الفراغية المتناسبة والنسب وعلاقة الجزء بالكل وكان العدد يمثل رمزا حقيقيا. كما كان جسم الإنسان هو النموذج الأمثل للنسب الصحيحة وكان يطبق على النسب في المباني.


الفن الإسلامي:

جسد الشكل الرباعي فكرة الرقم، على أساس إمكانية تقسيم المثلث المتساوي الإضلاع إلى أربعة أجزاء متساوية، نظرا للطابع الرمزي"4" وكان باستطاعة الفنان أن يضاعف العنصر الأساسي بالتناظر،في اتجاه المحورين ليحصل على شبكة من هذا العنصر، وبتخطيطات معقدة أساسها المربع. كما ظهر ميل الفنان المسلم لتحويل شكل المربع إلى دائرة، أو التوحيد بينهما، على أساس أنهما يمثلان العلاقة بين النموذج الأول والنهائي في عالم الأشكال. كما أن التوريق يعتبر من أهم جماليات الفن الإسلامي حيث تنبثق الأغصان والأوراق وتتحرك في انسيابية وتخضع للتوازن والرقة.


الفن الحديث:

كان الرومانسيون يسعون للوصول إلى قلب المشاهد فعبروا عن اللامحسوس ووحدوا بين الطبيعة والذات ، وكانوا يختارون أبطال أعمالهم من بين الشخصيات العادية،لان الجمال في رأيهم تعبير عن حدس يخلق من عوالم خيالية وأصبحت الظل والنور في المناظر الطبيعية سمة جمالية حتى لو بدا موضوع العمل قبيحا. وذلك بفضل امتزاج الانفعالات العميقة.


كما شكل الانطباعيون صورهم على أساس انعكاسات الضوء في الطبيعة الذي أصبح أهم قيمة جمالية لديهم فسعى لإذابة البنيات الشكلية في مؤثرات اللون والضوء.

http://www.your3dsource.com/images/expressionism.jpeg


تناول الفنان التعبيري موضوعاته للتعبير عن معاني الحياة بعفوية وبصورة رموز تحمل الوجدان المشحون بالعاطفة وأعمال التعبيريين تمثل رموزا وعلامات سحرية لها معانيها الخاصة ويهتم بالألوان والعناصر الكامنة داخل العمل، فيجبر المتذوق على مشاركته لأعماله ليتحدث عنها من منطلق عاطفته الذاتية فيصف الشجرة مثلا بالحزن أو الفرح . ليصدر حكمه النابع من قلبه ومن خلال معيار "عدم التكلف" و"اللا تصنع" في التعبير.



meta name="ProgId" content="Word.Document">

أما الفن التكعيبي فعمد فيه الفنان إلى إحداث التفكيك وإعادة التركيب حتى يظهر العمل من زوايا مختلفة للشيء، والهدف الجمالي يتحقق في إثارة دهشة المشاهد بإزاحة الحدود بين الواقع والخيال. والجمع بين الزمان والمكان والمعقول واللامعقول.



meta name="ProgId" content="Word.Document">

أما السريالية فدعت إلى إطلاق سراح الخيال وإتاحة الفرصة للتعبير النفسي وربط التكوين الفني بنفسية الفنان مما ساهم في النقد التفسيري وتقترب الأعمال من عالم الأحلام وتمتلئ بعناصر الغرابة والمفاجأة


أما في الفن التجريدي فينجذب المتذوق للمظاهر الحسية (الألوان والخطوط والأوضاع والحركات)، ويلقي عليها إسقاطاته الذاتية فالجمالية في متعة التذوق.


http://www.students.sbc.edu/kitchin04/artandexpression/13_vv_warhol_marilyn%5B1%5D.jpg

أما الجماليات في فن البوب أرت فتقوم على الألوان اللامعة والسطوح الملساء، واستخدام مظاهر الحياة ووسائلها الدعائية كمنتجات جمالية.