الإرادة في الإدارة

ظل أبيض
الإرادة في الإدارة
حنان الهزاع

نسمع كثيراً بفنون الإدارة ومدى أهميتها، لذا تُقام الدورات التدريبية بهدف إكساب الملتحقين عدداً من مهارات الاتصال واتخاذ القرارات وغيرها؛ وفق قواعد مستخلصة من خبرات المخضرمين في المجال، وبالمثل فإن المؤسسات الثقافية أيضاً تحتاج لنوع خاص من تلك الفنون الإدارية وعلى وجه التحديد الجهات الراعية للفن التشكيلي، الذي تعدّدت فيه الرؤى وتشعبت وجهات النظر وأصبحت اللا نهائية سمة فيه، فلا حدود أو قواعد يمكن أن تضبط الحركة التشكيلية المحلية، فأكبر مستحيل يواجه ذلك الإدراي هو أن إرضاء «الكل» غاية لا تدرك، وهو ما لم يدركه المنتمون للمجال؛ ففي بعض الحالات يريد أحدهم أن يتم التعامل معه على أساس أنه ظاهرة مختلفة عن البقية، هذا أيضاً مقابل أرضية ثقافية حساسة يصعب تجاوزها ويستحيل معها اتخاذ أي قرارات ما لم تتكئ على تصور مدروس يخلو من المخاطرة، أما تلك البنود التي يحاول البعض تصفيتها وإدراجها كلاوائح سيكون السير فيها محاطاً بالضبابية، ومهما بدت سهولة الموضوع وجماله للبعض إلا أنه - ولمن جرّب - ينطوي على العديد من التحديات بين أن تحدث أثراً حتمياً معاصراً، وفي نفس الوقت تكون موفقاً لكسب موافقة الجهة الأعلى التي بيدها القرار النهائي.

لذا فإن الخبرة العملية والتجربة العميقة في تلك المؤسسات لها دورها الذي يجب أن لا يستهان به، كما لا بد أن يكون لها حيز الوجود إلى جانب الدماء الشابة التي ينادي البعض ببثها ويعلقون عليها الآمال، مستشرفين واقعاً تشكيلياً يقفز بهم بعيداً إلى آفاق أرحب. وهنا نتساءل كيف يمكن الجمع بين هذا وذاك؟ وإلى حين تشكّل ملامح ذلك الوضع، بإمكاني القول إن الأهم هو امتلاك المكلّف إدارياً إرادةً قوية تشعل في نفسه الرغبة الجادة في التغيير والتطوير بعيداً عن أية مجاملات اجتماعية.
http://www.al-jazirah.com/20110125/cu3d.htm

الدوحة غير

ظل أبيض
الدوحة غير
حنان الهزاع

قد يتبادر لذهن أحدكم ارتباط الموضوع باختيار قطر لاستضافة المونديال لعام 2022م، وبالرغم من أن ذلك أفرحني كثيراً؛ إلا أن حديثي هنا عن الدوحة من زاوية ثقافية، ولقد استحقت أن تكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2010م، حين سنحت لي الفرصة لزيارة متحف الفن الإسلامي بعد افتتاحه ببضعة أشهر، فأذهلني ما رأيته ليس على مستوى المقتنيات النفيسة فقط؛ بل لمستوى البناء المعماري والموقع والتنظيم والمركز التعليمي المرافق والمكتبة الثرية بكل ما له علاقة بالفنون الإسلامية، علمت حينها عن توجه هيئة متاحف قطر لافتتاح المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، وبالفعل تم افتتاحه يوم الخميس الماضي 30 ديسمبر، وهو يضم مجموعة لا مثيل لها من الأعمال الفنية العربية الأصلية من القرنين الـ19 والـ20، تتكون من آلاف اللوحات والمنحوتات وغيرها من أعمال تشكيلية، جمعها مؤسس المتحف الشيخ حسن بن محمد آل ثاني، حيث غُرِست بذور هذه الفكرة على يده منذ عشرين سنة. وكأي متحف عالمي يضم هذا المتحف جناحاً تعليماً، مكتبة ومتجراً بالإضافة للمقهى، إلى جانب ذلك ينظم المتحف عدداً من الأنشطة كالبرامج المدرسية ولقاءات الفنانين وَورش العمل المتعددة، ليس هذا فحسب بل الحضور الإعلامي للمتحف عبر القنوات المتعددة إلكترونياً كالفيس بوك والتويتر والمدونة الخاصة لعرض الصور والفيديو وقوائم البريد الإلكتروني لتزويد المشتركين بكافة الأخبار وجداول البرامج باللغتين, والأجمل من كل هذا وذاك هو أهداف المتحف التي من بينها إيجاد بيئة حوارية تفاعلية بين الباحثين والمهتمين لمناقشة الفنون العربية المعاصرة لإثراء البحث العلمي، من خلال إستراتيجية معينة يتبناها المتحف في تنظيم زمني محدد، هذه البداية القوية المنظمة جديرة بالاهتمام والمحاكاة خاصة لدينا هنا تزامناً مع ازدياد أهمية الفن التشكيلي ثقافياً واجتماعياً.
http://www.al-jazirah.com/20110104/cu2d.htm