حلم الرضوي

ظل أبيض
حلم الرضوي
حنان الهزاع

قبل حوالي تسعة عشر عاماً من الآن أقيم في جدة «معرض الفن الإسلامي والعربي المعاصر» بتنظيم من الراحل عبد الحليم رضوي رحمه الله، أقامه حينها في صالة الفن الدائمة والكائنة بمنزله، وشارك فيه أكثر من 30 فنانا وفنانة من مختلف الدول بما يقارب 95 عملاً؛ ومن أبرز أسماء المشاركين كان د. محمد الرصيص، يوسف جاها، بكر شيخون، عبد الله الشيخ، طه صبان، عبد الله حماس وغيرهم من فنانين وفنانات من السعودية إلى جانب عدد من الفنانين من دول أخرى؛ مثل وجيه نحله، ربيع الأخرس ومحمد زكريا وغيرهم، ولقد كان لهذا المعرض تنقلاته من جدة إلى تركيا وإسبانيا وغيرها، ومن خلال إحدى اللقاءات الصحفية؛ عبّر الراحل الرضوي عن حلمه في إقامة متحف دائم للفن الإسلامي والعربي في المملكة، وها نحن في أيامنا هذه يقام معرض جديد ومسابقة للفن الإسلامي المعاصر بإشراف وزارة الثقافة والإعلام؛ تشارك فيه أسماء حديثة من الفنانين السعوديين وبتجارب تعد انعكاسا للصياغات الشكلية الإسلامية بمعالجات مختلفة؛ وهذا المعرض تأتي أهميته من منطلق المكانة الدينية للمملكة وكذلك ضرورة الالتفات لهذا النوع من الخصوصية لصبغ الهوية في الفنون البصرية المحلية، وسيكون رائعاً لو تكررت إقامة مثل هذه الأنشطة ذات الصلة بالفنون الإسلامية بشكل دوري وبقنوات متعددة، إلى جانب إتاحة الفرصة لتنقل الأعمال في أكثر من مدينة أو دولة وإتاحة المجال لمشاركات من دول أخرى؛ وسيكون جميلاً لو تمت استضافة فنانين عالميين تأثروا بالفنون الإسلامية، خصوصاً أن الكثير من الجمهور يستهويه هذا النوع من الفنون؛ وليس أكبر دليل على تركيز البعض لتجميل حوائط بيته بلوحات من الخط العربي على سبيل المثال، وأعتقد أنه حان الوقت لتحقيق حلم الرضوي وتشييد متحف للفنون الإسلامية على أرض المملكة.
http://www.al-jazirah.com/20120126/cu24d.htm

تساؤلات المعاصرة

ظل أبيض
تساؤلات المعاصرة
حنان الهزاع


كثيراً ما ارتبطت قيمة العمل الفني عبر تاريخ الفن بالاحترافية؛ سواء كانت هذه الاحترافية تعزى لطريقة الرسم أو التلوين أو تقنية المعالجة والتنفيذ، في نفس الوقت كان من السهل في تلك الفترة الزمنية تصنيف العمل نحتاً أو تصويراً وغيرها وتطبيق معايير خاصة عليها تتماها مع ما يعاصره الفنان وطبيعة الحياة حينها؛ ولكن هل يمكن استخدام تلك المعايير لتقييم جودة العمل الفني المعاصر؛ ولا أعني قبل عشرين عاماً بل الحالي منها تحديداً؟ نرى أعمالاً يقدمها محترفون في شوارع مدن أوروبا وشرق آسيا ينسخون منها الكثير وبدقة وسرعة تثير الدهشة، ولكنها في أغلب الأحوال لن تتجاوز حقيبة أحد السياح لتكون تذكاراً أو إهداء لشخص آخر، أما بعض الأعمال أو بالأحرى بعض أسماء الفنانين تحتل مكانتها العالمية في المعارض والمتاحف وتتجاوز قيمة اقتنائها مبالغ كبيرة تثير الدهشة أيضاً! بالرغم أحياناً من بساطة العمل وعدم تكلف مبدعه بانتهاج احترافية محددة، هنا السؤال أين تكمن قيمة العمل الفني المعاصر؟ وبالتالي من هو الفنان الحقيقي؟ إذا كانت القيم التشكيلية التي عرفناها من خلال عناصر العمل الفني التقليدية أصبحت هلامية فلم تعد ذات صفة اعتبارية، إذن نحن أمام المحتوى الضمني والفكرة التي تقف خلف هذا العمل لتعطيه قيمته، ولكن هل الفكرة وحدها تكفي؟ ربما؛ ولكن يأتي سؤال آخر كيف سيصل هذا المحتوى في أفضل صورة؟ ستدور في أذهاننا الكثير من التناقضات للإجابة عن تلك الأسئلة فيما تمضي الأيام وهي محملة بالمزيد من الأخبار الفنية نسمعها ونقرأها وتخاطرنا من جديد المزيد من الأسئلة تجبرنا للبحث في أسرار تلك الأعمال مرات عديدة، وهنا يأتي سؤال أخير هل يمكن أن تكمن قيمة العمل في قدرته على إثارة أكبر عدد من التساؤلات؟ ربما.
http://www.al-jazirah.com.sa/2012jaz/jan/19/cu23.htm

حدثني عني لأفهمك

ظل أبيض
حدثني عني لأفهمك
د. حنان الهزاع

تبقى الأعمال الفنية المعاصرة بدون تناول الفنان بالحديث عنها بعيدة إلى حد ما عن فهم المتلقي لها بشكل صحيح تحديداً الفكرة الضمنية التي هي عمود تلك الأعمال، وعندما يكون هذا العمل يتحدث عن واقع لصيق بالمتلقي سيكون الحديث عنه أدعى لتحقيق أثر إنساني جيد، كثيراً ما تابعت عدداً من الفنانين السعوديين المعاصرين ولكن مقابلة الفنان والحديث معه حول أعماله تعد بالنسبة لي تجربة لا تنسى، هكذا كان لقائي مع المتميزة منال الضويان فهي بحق نموذج مشرف للتشكيلية السعودية المثقفة والواعية بضرورة تميز ما تقدمه من رسائل اجتماعية معاصرة، المساء الذي جمعني بمنال للمشاركة في عملها الفني الاجتماعي الجديد بعنوان «اسمي» الموجه لمعالجة إشكالية العيب من ذكر اسم الأنثى في مجتمعنا، قبل أن نشرع بالعمل ضمن الورشة التي أعدتها في جاليري الفن النقي بمحطتها في الرياض -سبقتها الخبر ولحقتها جدة- قدمت منال رحلتها الفنية وشرحت أعمالها التي جاءت مزيجاً من تأثيرات مختلفة سواء من طبيعة عملها في إحدى شركات النفط أو بشكل أعمق كونها امرأة سعودية؛ تستشعر قضايا بنات جنسها من خلال معايشة الواقع المشترك معهن، لذا شخصياً أجد أعمالها صادقة في رسائلها مؤثرة في معانيها إلى جانب ابتكاريتها في القوالب المادية التي تحمل تلك المعاني وتعالجها، حدثتنا منال عنا نحن نساء هذا الوطن، وكيف سجلت حكاياتنا بذكاء يمتحن الحدود دون تجاوزات مخلة بالدين أو بخصوصية المجتمع. أحد أعمالها قبل خمسة أعوام يحمل رسالة حول منع المرأة السعودية من حق المشاركة بالتصويت في الانتخابات البلدية والآن وقد سمح للمرأة بممارسة هذا الحق؛ منال تفخر بكونها هنا وثقت لواقع سابق أصبح تاريخاً. وهي تفخر بردود الأفعال المشجعة لها وما حققته أعمالها من أصداء متميزة عالمياً.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/12012012/tachkel34.htm

ملتقانا الثاني

ظل أبيض
ملتقانا الثاني
د. حنان الهزاع

انقضى الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين كما كان سابقه، وبعض الأمنيات لازالت في قائمة الانتظار، قد يكون هذا محبطاً للبعض ولكنه ليس النهاية. وما يحدث من إخفاقات ليست ذريعة لاعتناق التشاؤم وترديد الكلمات البائسة التي تخلق جواً يؤثر بسلبية على النفوس التي تكابد لإثبات تميزها، في مجتمع لا يؤمن تماماً بقيمة الإبداع الفني، وبما يخص الفن التشكيلي الذي تمثل حضوره من خلال المعرض المصاحب لمقتنيات الوزارة من أعمال فنانين وفنانات سعوديين، إلى جانب الجلسة الخاصة بمحور الفن التشكيلي. كانت الفرصة الأجمل للقاء عدد من الزملاء والزميلات من خارج الرياض. ولو لم يكن من ثمرات الملتقى سوى لقياهم لكفى، فنحن بحاجة لمثل هذه اللقاءات الدورية كل عام، حيث كان ملتقى المثقفين الأول في عام 1425هـ، وأعتقد أنّ الفترة الزمنية الطويلة غير مناسبة، ولو كانت متقاربة لرأينا إصلاحاً لحال عدد من الجمعيات التي ينقصها تواصل أعضائها بين فترة وأخرى. وأتعجّب ممن يبقى بعيداً عن حيّز تلك الجمعيات، ويكتفي بما يتم تناقله من أحاديث المجالس، ثم يأتي ليفنّد الأوضاع ويصدر الأحكام؛ الوضع ليس سيئاً تماماً وإذا تجنب الجميع القيام بمبادرات إيجابية نحو إنجاح جمعية التشكيليين، فمن سيقوم بذلك إذن! التجارب الفنية الفردية ناجحة في أغلبها بل وصلت إلى العالمية لكن ماذا عن تجسيد كيان سعودي للفنون البصرية يشار إليه بالبنان؟ هنا يأتي دور التفاعل والحوار بشكل منظم وصياغة آلية واضحة لصناعة المنجز الثقافي بالوقوف على ما سبق تقديمه وتقييمه بموضوعية، وإتاحة الفرصة لكل الآراء المتعلقة ودراسة مدى جدواها. والأهم بعد هذا كله؛ متابعة التطبيق ومدى تقدمه. الجميل ما لاحظته في الملتقى الثاني هو توحد مطالبات التشكيلين والتشكيليات معاً، بخلاف ما كان في الملتقى السابق من إفراد مطالبات خاصة باسم التشكيليات.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/05012012/tachkel31.htm