الشاهنامة... Comics



ظل أبيض
الشاهنامة... Comics
حنان الهزاع

تحدثت سابقًا عن سلسلة «الـ99» لمؤسسها الكويتي د. نايف المطوع وكيف حقق نجاحًا عالميًا، وامتدادًا لذلك سيكون حديثي اليوم عن تجربة شرقية أخرى للكتاب القصصي المصور «رستم - حكايات من الشهنامة»، والشهنامة الفارسية أو كتاب الملوك أحد أهم الملاحم الشعرية العالمية عبر التاريخ؛ ألفها أبو القاسم الفردوسي خلال 30 عامًا، تضمنت رسومًا توضيحيةً تمثل مصدرًا لدراسة تاريخ التصوير الإسلامي وتضم 99 فصلاً مما يجعلها أكثر بأضعاف من إلياذة هوميروس اليونانية.

تنقسم الشاهنامة إلى ثلاثة أجزاء:

أولها: يمثل العصر الأسطوري عن الخلق والحياة، وثانيها يمثل العصر البطولي وهو مكرَّس للحديث عن الأبطال، ويُعدُّ فصل (رستم وسهراب) هو المصدر الفكري للكتاب القصصي المصور الذي ينتج في إيران حاليًا، أما الجزء الثالث والأخير فيمثل العصر التاريخي الذي يبدأ فيه التوثيق لسقوط الساسانية ودخول الفتح الإسلامي لبلاد فارس.

ولقد لمعت فكرة تدشين هذه المجموعة القصصية الإيرانية عندما تم تكليف بروس بهماني عام 2000م بإنتاج كتاب قصصي مصور لمكافحة التدخين لدى المراهقين أثناء عمله لإنجاز أحد مشاريعه في سان فرانسسكو، فتعمق في قراءة القصص المصورة الأمريكية إلى جانب دراسته للأدب الفارسي، ثم استطاع أن يقدم فكرته سعيًا للمحافظة على هوية المجتمع الإيراني من خلال طرح تاريخي مرتبط بالبيئة والعادات سواء في الأزياء أو المباني والأسلحة وغيرها مما استقاه من دراسة المنمنمات.

وبغض النظر عن المضمون الفكري الذي تتضمنه هذه القصص والمرتبطة بشعب فارس وتاريخه والصيغ الرمزية التي يتم طرحها من خلال القصص إلا أنها تجربة شرقية يشاد بها للمحافظة على خصوصية التراث والهوية، كما حافظ رستم على ملك أبيه فإنه من خلال هذا الكتاب القصصي بأجزائه الأربعة يتم طرح كيف يمكن لأبناء إيران المحافظة عليها.
http://www.al-jazirah.com.sa/20101214/cu4d.htm

0 التعليقات: