الصورة تحكي



ظل أبيض
الصورة تحكي
حنان الهزاع

تعتبر الصورة الفوتوغرافية حجر زاوية مهماً في صناعة الإعلام، ولذا تتسابق الصحف والمجلات بالطرح المميز من خلال الصور المصاحبة للمواضيع باختلافها، وكثيراً ما تكون الصور السبب الأهم في جذب القراء، خاصة ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية كالعنف الأسري أو تعاطي المخدرات وغيرها، حينها تكون الصور أبلغ في تأثيرها على القارئ الذي لم يعد، كما سبق من سنوات وليس محتاجا لتعريف كتابي تحت صورة تظهر أبا يضرب طفله، أو حالة تسول عند إشارات المرور، كأن يكتب تحت الصورة «طفل يتشبث بأمه وهي تهم بالخروج من البيت بعد أن طلبت الطلاق»، أعتقد أن تدوين مثل هذا الشرح لا يجدي بل قد يقلل من قيمة الموضوع، وهذا لا يعني أن لا يتم التعريف بصور الأشخاص أو مواقع الأحداث، وقد تكون الصورة من أرشيف الصحيفة لإحدى الجهات التي تنظم فعاليات دورية، وقد يتم ترميم المبنى وتغيير الديكور ولا زالت الصورة هي ذاتها تتكرر في كل مرة يرد خبر عن تلك الجهة، مما يقلل من المصداقية التي هي الأهم في كسب رضا شريحة الجمهور المتابع المثقف الذي يزعجه كثيراً إهمال تحديث الصور لتكون متماهية مع التطور وإعطاء الموضوع حقه من الاجتهاد الصحفي، ولذا فإن الثقافة البصرية التي تصل إلى أحداق المتابعين لابد وأن تولى القدر الأكبر من الاهتمام عبر انتقاء الصور واختيار كادر المصورين المبدعين، والحرص على استقطابهم وتطوير الموجودين من كلا الجنسين، ولا عجب أن تنظم كبرى الشركات الإعلامية مسابقة عالمية لإبراز تميز المصورين وتكريمهم، والذين قد تصل أتعابهم المادية مبالغ كبيرة، في حين لا زال الوضع لدينا يحتاج للمزيد من التمحيص والاستفادة من التجارب الأخرى، فنحن لا ينقصنا الشباب المبدع ولا الإمكانات المادية أو التقنية لتحقيق التميز الفوتوغرافي الصحفي.
http://www.al-jazirah.com/20110412/cu3d.htm

وَهْم الحرية المطْلَقة



ظل أبيض
حنان الهزاع


لا شك أن الحرية مطلب إنساني مُلِحّ في حياة كل المجتمعات، ويُعتبر الفن أهم الأنشطة الإنسانية التي لا بد أن يعطى فيها الفنان مساحة كافية من الحرية؛ فهي بمثابة الأكسجين الذي يتنفسه ليحقق هدفه الأسمى في العملية الإبداعية، وكما هو معروف لا حرية مطلقة في المجتمع المدني؛ فهل ينطبق بالضرورة ذلك أيضاً على التعبير الفني في ميادين الفنون المتعددة.

الحرية من حيث تقنيات التنفيذ والأسلوب الفني متاحة، لكن قد تبدو الإجابة مختلفة إذا ما كنا نتحدث عن مضمون العمل الفني وما يحمله من فكر، فإذا ما اعتبرنا الدين والعرف الاجتماعي مطرقة وسنداناً بينهما الفنان فإننا سوف ندرك أن الحرية التشكيلية في إطار مجتمعنا مختلفة عما سواها من مجتمعات. دعوتي هنا للتعقل ووزن الأمور بمنطقية أكثر للفنانة على وجه التحديد في تقديم أعمالها إذا ما أرادت أن تقدمها من خلال معرض شخصي محلي، أما إذا كانت تهدف إلى معرض خارجي معتقدة أن الطرح الجريء سيكون هو السبيل للتميز فهنا يختلف الحديث عن الحرية التي قد يمارسها فنان في التعبير الفني؛ ليكون إنتاجه خاصاً به وغير قابل للعرض. أعتقد أن الكثير لديهم من الأعمال ما يعتبرونه أسراراً شخصية؛ فلا تدخل ضمن إطار العرض الجماهيري. إن مجرد تحري الفنان أثناء تقديم عمله بألا يشبه أي عمل آخر في حد ذاته قيد، كما أنه بالقدر الذي تتيحه الاتجاهات المعاصرة من حرية الطرح فإن ذلك لا يعني أن تتحول ولادة العمل الفني إلى عشوائية مطلقة، حتى وإن كان هناك قدر من الفوضى الظاهرية إلا أنه لا بد أن يبنى العمل الفني على نسق فكري منظم تشكله تلك الحساسية العالية لدى الفنان وقدرته على إعادة تنظيم عناصر العمل الفني بابتكارية فريدة.
http://archive.al-jazirah.com.sa/2011jaz/apr/6/cu1.htm