الفوتوغرافيا الاحترافية

ظل أبيض
الفوتوغرافيا الاحترافية
حنان الهزاع

في زمن سابق كان إقتناء آلة للتصوير الفوتوغرافي فعلاً يقتصر على القلة التي أغلبها من الشباب، إلا أن الأعوام الخمس الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في عدد مقتني ومقتنيات الكاميرات الاحترافية، خاصة لفئة مابين 15-30 سنة، وهي تعد ذات سعر مرتفع نسبياً إضافة إلى صعوبة استخدامها بالشكل الصحيح للإستفادة من خواصها التي تميزها عن غيرها من الكاميرات المدمجة الصغيرة، ومايتبعها من ملحقات أخرى تضاف إليها، وإن كان الغالبية يستخدمها لتصوير لقطات للذكرى أو لرفعها على شبكة الإنترنت كنماذج فنية خاصة به؛ إلا أنه قد لانستخلص من هذا الكم الكبير لهؤلاء المصورين سوى القلة التي تستحق أن نطلق عليها «محترفون»؛ ممن قد يكونوا حصلوا على فرص في التدريب ومنحوا أنفسهم وقتاً أكبر للممارسة والخبرة، لكن ماذا لو الكل تمكن من الاستخدام الأمثل لتلك الكاميرات الاحترافية لأداء دور إعلامي أو توثيقي مثلاً؛ أو لجعل هذا المجال عملاً ومصدر رزق ليتم الاكتفاء بالأيادي المحلية والاستغناء عن غيرها التي تملأ سوق العمل وتستغله بالمبالغة بالأسعار، ولقد رأيت تجارب لفتيات سعوديات امتهن تصوير حفلات الأعراس أو التصوير الإعلاني وتصوير الأطفال وكانت النتائج أكثر من رائعة، ما دام الحماس متوفراً والآلة متوفرة، فما ينقصنا سوى التدريب ولا أعني به تلك الورش أو الدورات البسيطة والقصيرة؛ بل لابد من دورات على مستوى متقدم وبشكل أكاديمي رسمي معتمد من معاهد عالمية، فأغلب المصورين تعلموا ذاتياً من خلال مجلات أومواقع غير عربية، تصلني شهرياً نسخة إلكترونية من إحدى تلك المجلات المتخصصة بالتصوير الاحترافي، تحوي معلومات قيمة جداً مستخلصة من تجارب كبار المصورين وعدداً من الدروس والشروحات ليس فقط في استخدام الكاميرا بل في اختيار الموضوع والصياغات الفكرية التي يتم تجسيدها عبر لحظة من الزمن.

http://www.al-jazirah.com.sa/2011jaz/aug/25/cu25.htm

الطفولة والفن

ظل أبيض
الطفولة والفن
حنان الهزاع


أشرفت قبل أسبوع على ورشة رسم للأطفال في أحد المجمعات التجارية بالرياض، وكان الأطفال المشاركون من مختلف الجنسيات ومن مختلف الأعمار ذكوراً وإناثاً، وكان أكثر ماشد انتباهي هو موضوع رسم الكوخ ذي النافذة الدائرية على يمينه شجرة وعلى يساره شجرة أخرى، وربع دائرة باللون الأصفر في إحدى الزوايا العليا للورقة تمثل الشمس، وبعض طيور على شكل حرف M، لاأبالغ إن لم يكن 75% من الأطفال المشاركين قاموا برسم هذا التكوين والذي لازلت أتذكر أني وغيري نرسمه حين كنا صغاراً قبل عقدين وأكثر من الزمن، هذا التكوين لا ينتمي لبيئتنا؛ وإن كان في السابق يُعزى اختيار الطفل لرسمه لأنه يظهر عبر أفلام الكارتون؛ فإن الجيل الحالي يتابعون أفلام كارتون مختلفة تماماً؛ كشخصية سبونج بوب المشهورة بشكل كبير، التي لم يرسمها سوى طفل واحد، هذا يدل على أن تدريس التربية الفنية هو المسؤول عن مثل هذا الضمور في الخيال الإبداعي لدى الأطفال لأن هذا الموضوع لن يرسمه الطفل إلا عندما يطلب منه رسم موضوع حر، وهو ما يتكرر حدوثه في أغلب الحصص، ونعلم أن خيال الطفولة الخصب إذا ما أعطي الاهتمام الكافي فإنه يساهم في بلورة شخصية ناجحة في المستقبل بإذن الله، وللأسف لايزال الإيمان بأهمية التربية الفنية لدينا ضعيفاً بل ويتقلص سلبياً، في حين يتنامى الاهتمام والتنافس لرعاية الطفولة من خلال الفن في المجتمعات الأخرى، كبرامج التربية المتحفية المرتبطة بالإنتاج الفني، وإدراج تاريخ الفن والنقد الفني في إستراتيجية تدريس الفنون للأطفال وربطها بالأسس الفكرية والتقنية التي يمكن للطفل أن يستغلها في ابتكار تعبيرات فنية؛ التي وإن كانت فطرية إلا أنها نابعة من أسس مدروسة تعكس الرعاية والاهتمام بالتربية عن طريق الفن.
http://www.al-jazirah.com.sa/2011jaz/aug/18/cu25.htm

جسفت..والحل!


ظل أبيض
جسفت..والحل!
حنان الهزاع

تابعت قبل عامين تقريباً عبر الصحف المحلية مجموعة من الأخبار عن المشاكل الواقعة في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، ومازالت هذه الأخبار تعيد نفسها مرة تلو الأخرى حتى يومنا هذا مرتبطة بشكاوى تقدم إلى وكالة الشؤون الثقافية لدرجة أصبح البعض يسميها جمعية الصداع التشكيلي؛ هذا الوضع يجعلني أفكر كثيراً في إجابات لأسئلة تقدح في ذهني بسبب هذا الوضع المحزن لواقع حلمنا الجماعي في وجود جمعية مستقلة بالفن التشكيلي؛ لماذا لم تحل المشاكل حتى الآن! ولماذا هذا الخلاف وعدم الاتساق بين عدد كبير من الأعضاء من جهة وبينهم وبين مجلس الإدارة من جهة أخرى، الذي يعاني من التفكك في داخله أيضاً! ولماذا الغالبية من الأعضاء ليس لهم دور حتى في حضور الاجتماعات للتصويت أو إبداء الرأي أو طرح مقترحات، ولمَ كل الأداءات سلبية؟! العام الحالي للجمعية شهد توقف الأنشطة بسبب حلّ مجلس الإدارة ثم إعادة تكليفه مرة أخرى مؤقتاً لترتيب انتخابات جديدة ثم .... ماذا بعد؟ هل هذا سيزيل السخم المتراكم! نحن أمام حل وحيد لكي تتمكن الجمعية من النهوض بنجاح من أزمتها المستعصية والسير بشكل مشرف خليجياً وعربياً، وهو أن يتم نسيان الماضي بكل علّاته ورسم نقطة انطلاق جديدة فنبش مافات لايجدي نفعاً وسيكون هذا الحل صعباً إلا على من كان همه الأول إنجاح الجمعية وليس نجاحه الشخصي، فالحراك التشكيلي السعودي الآن وبشكل فردي أو على مستوى المجموعات يشهد تطورًا ملحوظًا، وسيكون الأمر مخجلاً بعض الشيء حين تكون العلاقة عكسية بين وصول الفن التشكيلي السعودي عالميًّا وبين تدهور وضع الجمعية السعودية التي تمثله وعدم وجود أي دور لها في هذا السياق والسبب انشغال البعض بالخلافات أكثر من أي شيء آخر.
http://www.al-jazirah.com/20110811/cu18d.htm