جسفت جدة



جسفت جدة
حنان الهزاع

وأخيراً عادت جسفت بنوعية جديدة من الأخبار، تجاوزت مجرد ذكر المشاكل والمعوقات والخلافات، إلى خبر سار الحمد لله، حيث أعلن رسمياً عن تشكيل أول فروعها في جدة، ولا عجب فجدة حاضنة الفن التشكيلي منذ بداياته المبكرة في المملكة، ولا زالت هي الأكثر نشاطاً وتوهجاً في الوقت الحالي من حيث كم ونوع الفعاليات التشكيلية، ويعد أفراد مجلس الإدارة الذي تم تشكيله من أبرز الأسماء على الساحة التشكيلية ومن أكثر الأعضاء الذين كان لهم دورهم الفعَال في حضور اجتماعات الجمعية وإبداء الرأي ومناقشة القضايا المتعلقة بها، ولذا فإن نظرات الأمل للكثير من التشكيلين على مستوى المملكة مصوبة بشكل كبير نحو جسفت جدة، نطمح لأكثر من المعارض والمسابقات، نأمل في مشاريع وطنية كبيرة تحويها جدة، كالمتاحف والمعارض الدولية، إلى جانب تنظيم ملتقيات للفنون الخليجية والعربية، تبدأ هذه المشاريع بصياغة رؤية وهدف رئيسي ووضع خطة عمل منطقية في ظل الظروف المتاحة حيث أن أولى الخطوات أصعبها، ولكن مع وجود روح الفريق والتعاون المثمر تتحقق الكثير من الآمال المعلقة منذ تأسيس الجمعية منذ سنوات، ولازلت أتطلع لتشكيل المزيد من الفروع في جميع مناطق المملكة، ليس بالضرورة كثرة عددها بقدر ما هو مطلوب جودة أدائها وما تقدمه لخدمة الفن التشكيلي المحلي ونقله نحو العالمية برؤية بصرية معاصرة نفتخر بها، والأكثر أهمية أن تكون تلك المجالس متجانسة ومتناغمة لتقدم أفضل أداء ممكن أن يقدم؛ وأن يكون هناك مرآة جانبية يتم فيها الوقوف على جهود السابقين وبعض القضايا وكيف تم حلها أو كيف كان الأفضل أن تحل، وما هي الخطوات التي يمكن لها الاستمرار وما يمكن إضافته من مستجدات على أجندة الأعمال السنوية لكل فرع على حدة وللفروع مجتمعة معاً.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/01032012/tachkel35.htm

فسحة تفرغ.. فسحة أمل

ظل أبيض
فسحة تفرغ.. فسحة أمل
حنان الهزاع

أثناء تصفحي لأرشيف جهاز الحاسب الآلي الخاص بي وجدت عدداً من المشاريع الفنية غير مكتملة، بعضها لمسابقات تصميم شعارات من تلك التي تم الإعلان عنها على مستوى المملكة في العام الماضي، كنت قد بدأت في إنجازها بحماس ولكن لم تجرِ الرياح بما تشتهي سفني؛ لقد كانت مشكلة توفر وقت فراغ كافٍ لإتمامها هي العائق الذي جعلني أنسى حتى وجودها كفكرة، ولم تكن وحدها المشاريع الفنية المتعثرة أمامي؛ بل هناك لوحات ورسوم أولية تناديني لاستكمالها، إنها أزمة زمنية في عدم التفرغ للإنتاج الفني، في ظل كون الفن لا يعد مهنة أساسية لعدم الاعتراف بها اجتماعيا، تبقى فسحة الأمل للممارسة التشكيلية متقلصة إلى أدنى حد؛ مقارنة بمن يعيش في مجتمع يؤمن بالفن في كل شيء، تتجاوز حدود اللوحة والمنحوتة لديهم إلى ما يعبر تحت أنظارنا كل يوم من خلال البريد الإلكتروني من فنون غريبة كالنحت على الكتب القديمة أو الثلج أو الفواكه وغيرها، أو الرسم بالقهوة والشريط اللاصق ورسائل البريد، أو الإبداع في تشكيل الظلال بالنفايات أو الرسم على الريش وحبات الأرز، كل هذا يقود تصورنا إلى العبارة الشهيرة “الفنون جنون” وهو ما لم نره ولن نراه في القريب العاجل محلياً إلا نادراً وعلى استحياء.

إن هذه المرونة في التعبير الفني لدى تلك المجتمعات باستخدام كل الطرق والوسائط المتاحة؛ تعكس خصوبة البيئة المحتوية للمبدع وهي بيئة تمتاز بذائقة جمالية اجتماعية منفتحة تشجع بشكل رئيسي على أي أداء ابتكاري ذي بعد جمالي بصري، قادرة على الاعتراف به وإعطائه التقدير الكافي، بينما ما نزال هنا نجاهد في الإبقاء على حصص التربية الفنية ونحاول أن نتحرى الفرص للقيام بتنفيذ مشروع فني مكتمل يخرج لحيز النور بسلام.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/23022012/tachkel34.htm

الجنادرية 27

ظل أبيض
الجنادرية 27
حنان الهزاع

كل جنادرية ونحن ووطننا الغالي بألف خير، وعمر المهرجان الوطني للتراث والثقافة يقترب من إتمامه عمر جيل بحسب السنين؛ فبعد عامين بإذن الله تعالى ستكون دورته الثلاثين، وبالرغم مما يثار من ضجة حول بعض الفعاليات ومدى مشروعية تقديمها من عدمه، إلى جانب بعض الآمال المعلقة بنقل هذا الحدث إلى العالمية كما هو الحال في بعض الدول الأخرى التي سنّت لنفسها عدداً من المهرجانات السنوية التي بدورها تظهر في صورة أفضل عاماً تلو الآخر، تأتي الفعاليات النسائية للجنادرية (27) بالرغم من كل هذا متميزة بتنوعها ثقافياً وتراثياً لتعكس حجم الجهد المبذول في التخطيط والتنفيذ الذي تقف خلفه مجموعة مخلصة من عضوات اللجنة النسائية، فعلى الموقع الإلكتروني للمهرجان تم تقديم تعريف مسبق مفصل زمانياً ومكانياً عن كافة ما سيتم تقديمه لهذا العام من أنشطة نسائية تقوم على مناطق المملكة الغنية بموروثها البصري من حرف نسائية بلمسات إبداعية أصيلة، خلال أركان وورش عمل تخدم كافة الفئات العمرية من الزائرات، كما تم مزج الماضي بالحاضر من خلال عروض الأزياء التراثية في تصاميم معاصرة، إلى جانب تفعيل دور المسرح والمنتدى الأدبي، كذلك تنشيط الثقافة البصرية من خلال التصوير الضوئي وعروض الفلكلور الأدائية المتنوعة، هذه الصورة المشجعة لما تقدمه بنات الوطن في محفله هذا من جهود وقدرات متميزة في انتقاء وتفعيل المهم فالأهم مع تجاوز الروتين الذي أخذ حقه في الدورات السابقة، نشكر الأخوات القائمات عليها تحت رئاسة د.موضي البقمي، وأتمنى أن أرى الجنادرية يوماً ما وقد أصبحت حدثاً دولياً يستقطب السياح والمهتمين بثقافات الشعوب من كافة أنحاء العالم، وأن تتجاوز مرحلتها الحالية نحو تفعيل الهوية المحلية من خلال التراث بشكل أكثر عمقاً من خلال فعاليات معاصرة.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/16022012/tachkel39.htm

بين جيلين

ظل أبيض
بين جيلين
د. حنان الهزاع

إن عمر الثقافة الإبداعية التي عادة ما يثار حولها الجدل قصير في مجتمعنا، الذي كانت ملامح ثقافته دينية واجتماعية تقوم على العادات والتقاليد في أغلبها، التي بدورها لم تتقبل ولادة تلك الحالة الإبداعية عند أي أحد؛ فطبيعة المنتج الأدبي أو الفني بشتى أشكاله لم يتسنَّ له الحضور الرسمي إلا من خلال الأجيال الثلاثة الأخيرة، الجيل الأقدم والجيل الأحدث وبينهما جيل يتوسطهما. حدثت الكثير من الجدلية الفكرية المؤثرة لدى الجيل الأسبق؛ لأنهم قادوا مرحلة التغيير الأساسية؛ لذلك كانت وما زالت الأعين تتوجه صوبهم، وهم لديهم القدرة على التنظير والنقد والجدل؛ لذا الكثير منهم حالياً يملك حكمة من واقع تجربة. أما الجيل الأحدث، الذي قد لا يملك بعضاً مما يملكه الجيل الأقدم من قواعد علمية ونظريات فكرية، فإنه سلم الحديث عنه لأعماله ومنجزاته؛ فهي تتحدث نيابة عنه. وعلى سبيل المثال مجموعة الشباب والفتيات الذين يقفون خلف صناعة الإعلام الجديد مثل البرامج الاجتماعية “لا يكثر”، “إيش اللي”، “على الطاير”، “مسامير” وغيرها، لم نكن نعرفهم، ولم نسمع عنهم، لكن ما قدموه كان كافياً لكي لا ننساهم أبداً. يمتلكون مواهب أدبية في صناعة نصوص مؤثرة ومواهب فنية لابتكار قوالب صوتية ومرئية جيدة، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يوجد لدينا توجهات أكاديمية لتدريس تلك الفروع من الفنون. لقد صنعوا ثقافة جديدة وجدت حيزها في المجتمع المحلي، وعلاقتهم ببعضهم رغم المنافسة جميلة وراقية، يضرب بها المثل، التي قد نشهد ضدها في بعض من الجيل الأسبق. أما الجيل الأوسط بينهما فهو تارة يقترب من هؤلاء وأحياناً من هؤلاء، إنه جيل ولد بين ثورة جيلين. في مد وجزر بين قيم وعادات اجتماعية ورغبات في الانعتاق منها، فأين أنت من هذه الأجيال الثلاثة؟ر

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/09022012/tachkel35.htm

حلم الرضوي

ظل أبيض
حلم الرضوي
حنان الهزاع

قبل حوالي تسعة عشر عاماً من الآن أقيم في جدة «معرض الفن الإسلامي والعربي المعاصر» بتنظيم من الراحل عبد الحليم رضوي رحمه الله، أقامه حينها في صالة الفن الدائمة والكائنة بمنزله، وشارك فيه أكثر من 30 فنانا وفنانة من مختلف الدول بما يقارب 95 عملاً؛ ومن أبرز أسماء المشاركين كان د. محمد الرصيص، يوسف جاها، بكر شيخون، عبد الله الشيخ، طه صبان، عبد الله حماس وغيرهم من فنانين وفنانات من السعودية إلى جانب عدد من الفنانين من دول أخرى؛ مثل وجيه نحله، ربيع الأخرس ومحمد زكريا وغيرهم، ولقد كان لهذا المعرض تنقلاته من جدة إلى تركيا وإسبانيا وغيرها، ومن خلال إحدى اللقاءات الصحفية؛ عبّر الراحل الرضوي عن حلمه في إقامة متحف دائم للفن الإسلامي والعربي في المملكة، وها نحن في أيامنا هذه يقام معرض جديد ومسابقة للفن الإسلامي المعاصر بإشراف وزارة الثقافة والإعلام؛ تشارك فيه أسماء حديثة من الفنانين السعوديين وبتجارب تعد انعكاسا للصياغات الشكلية الإسلامية بمعالجات مختلفة؛ وهذا المعرض تأتي أهميته من منطلق المكانة الدينية للمملكة وكذلك ضرورة الالتفات لهذا النوع من الخصوصية لصبغ الهوية في الفنون البصرية المحلية، وسيكون رائعاً لو تكررت إقامة مثل هذه الأنشطة ذات الصلة بالفنون الإسلامية بشكل دوري وبقنوات متعددة، إلى جانب إتاحة الفرصة لتنقل الأعمال في أكثر من مدينة أو دولة وإتاحة المجال لمشاركات من دول أخرى؛ وسيكون جميلاً لو تمت استضافة فنانين عالميين تأثروا بالفنون الإسلامية، خصوصاً أن الكثير من الجمهور يستهويه هذا النوع من الفنون؛ وليس أكبر دليل على تركيز البعض لتجميل حوائط بيته بلوحات من الخط العربي على سبيل المثال، وأعتقد أنه حان الوقت لتحقيق حلم الرضوي وتشييد متحف للفنون الإسلامية على أرض المملكة.
http://www.al-jazirah.com/20120126/cu24d.htm

تساؤلات المعاصرة

ظل أبيض
تساؤلات المعاصرة
حنان الهزاع


كثيراً ما ارتبطت قيمة العمل الفني عبر تاريخ الفن بالاحترافية؛ سواء كانت هذه الاحترافية تعزى لطريقة الرسم أو التلوين أو تقنية المعالجة والتنفيذ، في نفس الوقت كان من السهل في تلك الفترة الزمنية تصنيف العمل نحتاً أو تصويراً وغيرها وتطبيق معايير خاصة عليها تتماها مع ما يعاصره الفنان وطبيعة الحياة حينها؛ ولكن هل يمكن استخدام تلك المعايير لتقييم جودة العمل الفني المعاصر؛ ولا أعني قبل عشرين عاماً بل الحالي منها تحديداً؟ نرى أعمالاً يقدمها محترفون في شوارع مدن أوروبا وشرق آسيا ينسخون منها الكثير وبدقة وسرعة تثير الدهشة، ولكنها في أغلب الأحوال لن تتجاوز حقيبة أحد السياح لتكون تذكاراً أو إهداء لشخص آخر، أما بعض الأعمال أو بالأحرى بعض أسماء الفنانين تحتل مكانتها العالمية في المعارض والمتاحف وتتجاوز قيمة اقتنائها مبالغ كبيرة تثير الدهشة أيضاً! بالرغم أحياناً من بساطة العمل وعدم تكلف مبدعه بانتهاج احترافية محددة، هنا السؤال أين تكمن قيمة العمل الفني المعاصر؟ وبالتالي من هو الفنان الحقيقي؟ إذا كانت القيم التشكيلية التي عرفناها من خلال عناصر العمل الفني التقليدية أصبحت هلامية فلم تعد ذات صفة اعتبارية، إذن نحن أمام المحتوى الضمني والفكرة التي تقف خلف هذا العمل لتعطيه قيمته، ولكن هل الفكرة وحدها تكفي؟ ربما؛ ولكن يأتي سؤال آخر كيف سيصل هذا المحتوى في أفضل صورة؟ ستدور في أذهاننا الكثير من التناقضات للإجابة عن تلك الأسئلة فيما تمضي الأيام وهي محملة بالمزيد من الأخبار الفنية نسمعها ونقرأها وتخاطرنا من جديد المزيد من الأسئلة تجبرنا للبحث في أسرار تلك الأعمال مرات عديدة، وهنا يأتي سؤال أخير هل يمكن أن تكمن قيمة العمل في قدرته على إثارة أكبر عدد من التساؤلات؟ ربما.
http://www.al-jazirah.com.sa/2012jaz/jan/19/cu23.htm

حدثني عني لأفهمك

ظل أبيض
حدثني عني لأفهمك
د. حنان الهزاع

تبقى الأعمال الفنية المعاصرة بدون تناول الفنان بالحديث عنها بعيدة إلى حد ما عن فهم المتلقي لها بشكل صحيح تحديداً الفكرة الضمنية التي هي عمود تلك الأعمال، وعندما يكون هذا العمل يتحدث عن واقع لصيق بالمتلقي سيكون الحديث عنه أدعى لتحقيق أثر إنساني جيد، كثيراً ما تابعت عدداً من الفنانين السعوديين المعاصرين ولكن مقابلة الفنان والحديث معه حول أعماله تعد بالنسبة لي تجربة لا تنسى، هكذا كان لقائي مع المتميزة منال الضويان فهي بحق نموذج مشرف للتشكيلية السعودية المثقفة والواعية بضرورة تميز ما تقدمه من رسائل اجتماعية معاصرة، المساء الذي جمعني بمنال للمشاركة في عملها الفني الاجتماعي الجديد بعنوان «اسمي» الموجه لمعالجة إشكالية العيب من ذكر اسم الأنثى في مجتمعنا، قبل أن نشرع بالعمل ضمن الورشة التي أعدتها في جاليري الفن النقي بمحطتها في الرياض -سبقتها الخبر ولحقتها جدة- قدمت منال رحلتها الفنية وشرحت أعمالها التي جاءت مزيجاً من تأثيرات مختلفة سواء من طبيعة عملها في إحدى شركات النفط أو بشكل أعمق كونها امرأة سعودية؛ تستشعر قضايا بنات جنسها من خلال معايشة الواقع المشترك معهن، لذا شخصياً أجد أعمالها صادقة في رسائلها مؤثرة في معانيها إلى جانب ابتكاريتها في القوالب المادية التي تحمل تلك المعاني وتعالجها، حدثتنا منال عنا نحن نساء هذا الوطن، وكيف سجلت حكاياتنا بذكاء يمتحن الحدود دون تجاوزات مخلة بالدين أو بخصوصية المجتمع. أحد أعمالها قبل خمسة أعوام يحمل رسالة حول منع المرأة السعودية من حق المشاركة بالتصويت في الانتخابات البلدية والآن وقد سمح للمرأة بممارسة هذا الحق؛ منال تفخر بكونها هنا وثقت لواقع سابق أصبح تاريخاً. وهي تفخر بردود الأفعال المشجعة لها وما حققته أعمالها من أصداء متميزة عالمياً.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/12012012/tachkel34.htm