الإرشيف الإلكتروني.. مطلباً

ظل أبيض
الإرشيف الإلكتروني.. مطلباً
حنان الهزاع
 
أن تكون فناناً أو كاتباً عن الفن فإن ذلك يحتم عليك أن تكون على اطلاع معرفي كبير بما يدور حولك من أحداث ذات صلة بواقع الحراك التشكيلي عالمياً، إقليمياً أومحلياً على أقل وأهم تقدير، ولقد حرصت في هذه الفترة على تحري بعض المعارض التي يتوقع إقامتها قبل نهاية العام الحالي، كمعرض مسابقة المقتنيات للأعمال الصغيرة وملتقى الفنون البصرية لفناني دول الخليج؛ وجاء اختيار جدة مكاناً لإقامة المعرضين؛ ولعدم إمكانية السفر حاولت بالمقابل الحصول على أية تغطية مصورة أو فيديو للحدث سواء ورقياً أو إلكترونياً فلم أجد ما يشبع فضولي من كم الصور للأعمال المشاركة، إلى أن زودني أحد الأصدقاء بنسخة من كتيب معرض ملتقى فنون الخليج؛ تصفحته سريعاً في لحظتها فشدتني الكثير من محتوياته مابين تصوير تشكيلي وفوتوغرافي وخط عربي، غابت بعض الأسماء الخليجية الكبيرة التي كانت تثير إعجابي فيما سبق؛ وحضرت أسماء جديدة لا تقل في جمالها عمن سبقها، سألت نفسي ماذا لو لم أحصل على نسختي هذه؟ فهل ستتوفر لدى المكتبات العامة ومكتبات الجامعات والجمعيات المعنية نسخ منه أو هل سيتم رفعه وغيره من كتيبات لمعارض سابقة على هيئة إرشيف رقمي على الموقع الإلكتروني للوزارة؟ ماذا عن تبني مشروع وطني لتوثيق حركة الفنون البصرية بشكل عام ورسمي شبيه بموقع (أدب) الذي توثق فيه القصائد الشعرية بشكل مرجعي سهل وجميل، فالفنون البصرية لاتحتاج فقط إلى افتتاح وجولة سريعة وأخبار نصية تنتهي بنهاية الحدث وتغيب عن الأجيال اللاحقة! إن التوثيق يعني الحفظ التاريخي والثقافي وحفظ حقوق المشاركين على حد سواء. هذه الفكرة لاتحتاج لمبالغ طائلة لتطبيقها بل إنها لن تكلف نصف ماقد يكلفه طباعة كتيب فاخر وأنيق كالذي حصلت عليه.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/24112011/tachkel35.htm

حروف من نور

ظل أبيض
حروف من نور
حنان الهزاع


للخط العربي جمالياته التي لانفتأ نعددها ونفتخر بها، لكن ماذا عن استلهام هذا المجال الإبداعي وإخراجه بقوالب ابتكارية غير معهودة من قبل، هناك القلة ممن استطاع أن يجعل من الخط العربي لغة جمالية معاصرة تتماهى مع معطيات الفنون البصرية التي نعيشها اليوم، أغلب الظن أن فناني إيران وتركيا وشرق آسيا قدموا هذا المفهوم بشكل أكثر وضوحاً؛ في حين تبقى تجاربنا المحلية في تناول الخط العربي في أغلبها تستمد أساليب المعالجة من الفنون الحديثة ولا تتجاوز حدود اللون والكانفس أو الورق حتى الرقمي منها، كانت ولازالت الحروفية كمدرسة في التصوير التشكيلي العربي؛ اعتنقها البعض من الفنانين، قرأت عن نقدها وتفنيدها الكثير، وهي لازالت تحاول أن تبقى صامدة في زمن لم يعد لها، لقد حان الوقت لأن نجعل الخط العربي يخطو في طريق معاصر بعيداً عن تلك الحدود التقليدية، وهناك تجارب مميزة شكلاً ومضموناً تستحق أن نقف عندها ونطرحها للنقاش؛ لأن الحرف العربي يخصنا ويمثلنا قبل أي أحد، ومن ذلك ما قدمه الفنان الفرنسي “جوليان بريتون” في استلهام الحرف العربي بلا ألوان ولا لوح للرسم، حين جذبه فن الخط العربي المعاصر بمنحنياته الساحرة، ومع وجود التقنية الحديثة؛ لتكون النتيجة لوحات فرنسية بروح عربية مدهشة، يستغرق إنجاز اللوحة الواحدة ما يزيد على 30 دقيقة، حيث يقوم عدة أشخاص برسم الخطوط في الهواء باستخدام وحدات إضاءة متعددة الأشكال والمقاسات والألوان، يحركونها بطريقة محددة ودقيقة كما رسمها الفنان، الذي يعتمد على التصوير الفوتوغرافي بتغيير سرعة الغالق لتسجيل خط حركة الضوء ليقدم لوحات ضوئية مصورة تبدو في هيئتها العامة كمجسمات ثلاثية الأبعاد ديناميكية في وسط منظر صامت يحيط بها من عناصر غير متحركة، إنها تجربة تستحق الاطلاع عبر موقع الفنان.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/17112011/tachkel32.htm