ماذا بعد الرحيل..

ظل أبيض
ماذا بعد الرحيل..
حنان الهزاع


تؤرخ الحركة التشكيلية في أي وطن بمجهود ما يقدمه الفنانون التشكيليون فعلى أيديهم تتبلور وتتشكل ملامح كل فترة وكل جزء من جسد الثقافة البصرية المنسوبة لذلك الوطن، لذا كانت الرعاية والاهتمام من قبل عدد من الجهات الحكومية والخاصة في تشجيع الممارسة الفنية من خلال إقامة المعارض والمسابقات وغيرها، ينمو الفنان تشكيليا منذ بداياته المبكرة ويمثل وطنه في المحافل الخارجية؛ في ظل ظروف مادية أو اجتماعية قد تكون صعبة عليه لأن وضع السوق الفني لدينا لا يقارن بغيره في حجم الاكتساب الذاتي، علاوة على النسبة الخيالية التي يستقطعها المسوق، فالفن لا يؤكل عيش لدينا وإن كان سبب ثراء وشهرة لغيرنا في دول أخرى، ومع كل هذا وعندما يرحل ذلك المبدع وتنتهي مراسم العزاء وتنطوي صفحات الجرائد والمجلات وتمضي السنين وتبقى بعض من كتيبات أو مقالات تذكرنا بالراحلين، هنا نسأل أين تاريخ الفن السعودي؟ رحل قبل أيام محمد الصندل ومن قبل محمد سيام ورسام الكاريكاتير الخرجي وغيرهم، وكان السليم والرضوي رحمهما الله ممن وجدت صعوبة في الحصول على صور أعمالهم بدقة عالية لأجل أهداف بحثية أنجزتها فيما سبق، قد لانشعر بحجم المشكلة الآن؛ لكن عندما تتطور أقسام تاريخ الفن المستحدثة مؤخراً وبعد سنين من تتالي وتشتت الإرث التشكيلي، سنبدأ حينها نشعر بحجم أهمية ما كان يجب فعله، جهود بحثية جيدة قام بها البعض يشكرون عليها وجهود تأليف ونشر عبر الإنترنت أيضا لها دور جيد، لكن هذا لا يكفي؛ نحتاج لآلية قانونية في حفظ الحق الفكري للفنان الراحل من خلال نظام تسجيل موحد لجميع الأعمال الفنية له، فهذا من جانب الوفاء والتكريم له ومن جانب آخر يسهل مهمة دراسة وتحليل تلك الأعمال لطلبة أقسام تاريخ الفن لدينا.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/29122011/tachkel34.htm

الحمد لله :)

جمعت قلم ناقد في الجزيرة وإبداع تشكيلي على الساحة الفنانة التشكيلية حنان الهزاع تتوج مسيرتها العلمية والعملية بدرجة الدكتوراه

 








حصلت الزميلة حنان بنت سعود الهزاع الكاتبة في جريدة الجزيرة (الفنون التشكيلية) على درجة الدكتوراه في الفلسفة في التربية الفنية تخصص رسم وتصوير بعنوان (المفاهيم الجمالية والفلسفية لمدارس التصوير الإسلامي كمدخل لإثراء التعبير في فن التصوير) التي تمت مناقشتها من قبل اللجنة والحكم المكونة من:

د. حمزة بن عبدالرحمن باجودة أستاذ مناهج وطرق تدريس التربية الفنية المشارك بكلية التربية بجامعة أم القرى (ممتحناً خارجياً).

أ.د. صفاء بنت علي فهمي دياب أستاذ الرسم والتصوير بكلية التصاميم والفنون بجامعة الملك عبدالعزيز (ممتحناً خارجياً).

أ.د. عفاف خليل إبراهيم العبد أستاذ الرسم والتصوير بكلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة بنت عبدالرحمن (مشرفاً بديلاً). تلقت بعدها الزميلة حنان، التهاني والتبركيات من الجميع من الجميع ومن بينهم جريدة الجزيرة التي تعتز بها كاتبة وناقدة تشكيلية كما تفخر بها الساحة كمنتجة في مجال الإبداع وتعليمه. تقول الدكتورة حنان عن الرسالة أن البحث اتبع المنهج الوصفي معتمداً على التحليل إلى جانب التجربة الذاتية للباحثة، وهدف إلى دراسة الأسس الفلسفية والقيم الفنية المميزة لأعمال التصوير في المخطوطات الإسلامية مابين القرن الثالث عشر الميلادي والقرن السادس عشر الميلادي، للتوصل إلى المعايير الجمالية المميزة لمدارس التصوير الإسلامي التي كانت في حدود الدراسة وهي (العربية، المغولية، التيمورية، الصفوية)؛ والتي تلتقي بدورها في معيار قيمة ثابت لفن التصوير الإسلامي، والذي يمكن الإفادة منه في إنتاج أعمال فنية معاصرة. تعرضت الدراسة إلى التعريف بأبرز الظروف المصاحبة لمدارس التصوير الإسلامي من الناحية التاريخية والفكرية والتي ألقت بظلالها على منهج وأسلوب الفنان في تصوير المنمنمات، كما قامت بتحليل مجموعة مختارة من أعمال أبرز المخطوطات الإسلامية الأثرية وفق منهجية حددتها تناسب خصوصية التصوير الإسلامي. ولقد توصلت الباحثة إلى وجود معيار قيمة جمالي مشترك ناتج عن امتزاج الأساليب الفنية لتلك المدارس؛ وانصهارها بالبعد الروحي لعقيدة الإيمان بوحدة الله في الوجود. كما توصلت لعدد من المداخل الإبداعية في تجربتها الذاتية تساهم في إثراء تدريس وممارسة التصوير التشكيلي بمجالاته المختلفة. اختتمت الباحثة الدراسة بأهم النتائج والتوصيات بما يتعلق بموضوع مدارس التصوير الإسلامي والإفادة منها في إثراء واقع التصوير التشكيلي المعاصر.) وبهذا تكون الفنانة والكاتبة حنان الهزاع قد توجت مسيرتها النشطة والفعالة والفاعلة في مجال الفن التشكيلي تعلما وتعليما وإبداعا مسيرة مليئة بالعطاء فهي تحمل درجة البكالوريوس في التَّربية الفنَّية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى - جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض عام 1421هـ، ماجستير آداب (التربية الفنية) - جامعة الملك سعود بالرياض عام 1426هـ.دكتوراه - تخصص دقيق رسم وتصوير- قسم التربية الفنية جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن عام 1432هـ. ولها مساهمات علمية منها صدر لها كتاب «الصحراء في التصويالتشكيلي السعودي» عن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون 1432هـ. وإحدى كاتبات الجزيرة في زاوية بعنوان «ظل أبيض».كلفت بالعديد من المهام العلمية والأكاديمية منها تدريس وحدات إثرائية للطالبات الموهوبات في مجال التصميم بالحاسب الآلي في الفترتين 1424- 1425هـ مشرفة برنامج الأنشطة في البرنامج الإثرائي في الفنون التشكيلية والذي تقدمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين عام 1426هـ التأسيس والإشراف على موقع ملتقى طالبات الدراسات العليا في التربية الفنية 1428هـ مصممة الشعار ومسؤولة المعرض الختامي في المخيم الإبداعي الصيفي الأول والثاني الذي نظمته وكالة الشئون الثقافية لوزارة الثقافة والإعلام بالرياض 1429 -1430هـ مشرفة اللجنة المنظمة للمعرض الأول لمقررات الرسم والتصوير «لوحتي» التابع لقسم التربية الفنية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن 1430هـ. ولها عضوية في العديد من اللجان منها لجنة المطبوعات في اللقاء التحضيري للمؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي، الرياض 1430هـ. عضو ثم مقررة اللجنة النسائية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض منذ 1428- 1430هـ.عضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) منذ 1428هـ وحتى الآن. عضو في لجنة المؤتمر العلمي الثالث لطلاب التعليم العالي، الرياض 1432هـ.. وغيرها.
http://www.al-jazirah.com/20111223/ak5d.htm

فعاليات تنجح.. وأخرى تحاول

ظل أبيض
فعاليات تنجح.. وأخرى تحاول
حنان الهزاع

 قبل عامين تقريباً حصلت ابنتي على مجموعة من قصص الأطفال الصادرة عن وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام، كانت رسوما بعضها منفذة بأيدي فنانين وفنانات من السعودية، عدد منها لنصوص من سلسلة أساطير شعبية لصاحبها الذي رحل عن الدنيا مؤخراً المفكر والأديب الرائد عبدالكريم الجهيمان رحمه الله، كنت قد اطلعت على مؤلفاته في إحدى المكتبات الجامعية حيث لم أجدها في عدد من المكتبات التجارية، إلى جانب كتابه عن الأمثال الشعبية، أهمية الجهيمان تأتي ليس فقط لكونه ساهم بتوثيق هذا الجانب الثقافي للمجتمع المحلي بقدر عقليته الفذة وإيمانه بالدور الهام الذي لابد أن يمارسه المثقف بتفاعله الجاد والموضوعي تجاه قضايا المجتمع؛ إنه يمثل عينة نادرة من المثقفين الأدباء ممن يندر وجودهم على مر السنين. المجموعة التي حصلت عليها ابنتي ذات نوعية جيدة في طباعتها وتغليفها، أجدها مثالاً ناجحاً لكتاب الطفل السعودي، وحين تقدمه جهة رسمية مثل الوزارة فهذا أفضل مايكون، جهود الوزارة في رعاية الطفل ثقافياً جميلة ولقد كانت الاحتفالية -في مركز الملك فهد الثقافي قبل عدة أيام باليوم العالمي للطفل- مميزة يستحق القائمون عليها كل الشكر والتقدير، والجميل في الموضوع أن هناك حضوراً كبيراً من قبل أهالي الأطفال في التواجد والتفاعل مع ماتم تقديمه في مجالات الفن التشكيلي والتصوير الضوئي وغيرها، وهي كأنشطة ثقافية أعتبرها ذات نجاح اجتماعي مقارنة ببعض الأنشطة للكبار خصوصاً التشكيلية منها، التي لايتفاعل معها الجمهور بالقدر الكافي، وهي برأيي قضية مهمة لابد أن نعرف مسبباتها، فقبل أعوام كانت افتتاحية المعارض يحضرها جمع كبير من الفنانين والفنانات، الذين بدأ يخفت وهج تفاعلهم مع ماتقدمه الوزارة رويداً حتى بات الحضور وللأسف شبه مقتصر على المشاركين والمنظمين.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/08122011/tachkel35.htm

السيرة الذاتية

السيرة الذاتية
معلومات عامة:
الاسم : حنان بنت سعود بن سالم الهزاع.
عضو هيئة تدريس في جامعة الاميرة نورة – كلية التصميم والفنون- قسم التصوير التشكيلي والطباعة.
مواليد الرياض : 6  نوفمبر 1978م
الإنجازات العلمية :
·         معيدة منذ عام 1421هـ وحتى عام 1425هـ ثم محاضر منذ 1426هـ في قسم التربية الفنية حتى عام 1433هـ ثم إستاد مساعد منذ عام 1433هـ– جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ، بالرياض
·         دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية– تخصص دقيق رسم وتصوير جامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن بالرياض عام 1433هـ
·         ماجستير آداب (التربية الفنية) - جامعة الملك سعود بالرياض عام 1426هـ.
·         بكالوريوس التَّربية الفنَّية - جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن  بالرياض عام 1421هـ .
·         تصميم وتنفيذ موقع للبرنامج الإثرائي الصيفي للفنون التشكيلية لعام 1426هـ.
·         التأسيس والإشراف على موقع ملتقى طالبات الدراسات العليا في التربية الفنية وكذلك موقع قسم التربية الفنية  والمجلة الالكترونية على شبكة الانترنت www.art-college.edu.sa عام 1429هـ.
·         عضو مؤسس في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) منذ 1428هـ
·         عضو ثم مقررة اللجنة النسائية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض منذ 1428هـ وحتى 1430هـ.
·         عضو في لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، الرياض، 1431هـ -1432هـ.
·         عضو في هيئة التحرير في مجلة "الفنون" الصادرة من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون منذ 1430هـ -1433هـ
·         كاتبة لزاوية "ظل أبيض" في صحيفة الجزيرة السعودية منذ 1431هـ .
·         صدر لها كتاب"الصحراء في التصوير التشكيلي السعودي" عن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون 1432هـ.
·         تدريس وحدات اثرائية للطالبات الموهوبات في مجال التصميم بالحاسب الآلي في الفترتين 1424-1425هـ
·         مشرفة برنامج الأنشطة في البرنامج الإثرائي في الفنون التشكيلية والذي تقدمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين عام 1426هـ.
·         مشرفة اللجنة المنظمة للمعرض الأول لمقررات الرسم والتصوير" لوحتي" التابع لقسم التربية الفنية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن 1430هـ.
·         مصممة الشعار و مسؤولة المعرض الختامي في المخيم الإبداعي الصيفي الأول والثاني الذي نظمته وكالة الشئون الثقافية لوزارة الثقافة والإعلام بالرياض 1429هـ، 1430هـ
·         حاصلة على عدد من شهادات حضور واجتياز عدد من الدورات في مجال الفن.
·         قدمت عدد من الدورات وورش العمل في مجال الفن.
المشاركات الفنية:
1.      معرض الفن التشكيلي في (الجنادرية12)، الرياض 1417هـ.
2.      معرض كليات البنات (كليات 1)، وإهداء لوحتها لسمو الأميرة راعية الحفل، الرياض 1418هـ .
3.       معرض كليات البنات (كليات 2)، والحصول على المركز الثاني في التصوير التشكيلي، الرياض 1419 هـ
4.      المعرض الأول للفنانات الواعدات، والحصول على مركز المشاركة المتميزة، مؤسسة الفن النقي، الرياض 1419هـ.
5.      معرض الفنانات التشكيليات السعوديات بمنطقة الرياض (1)، المتحف الوطني، الرياض 1421هـ.
6.      المسابقة التشكيلية السنوية لكلية الاتصالات والمعلومات برعاية شركة الوعلان، الرياض 1421هـ.
7.      معرض الوفاء للفنان الراحل محمد الغامدي، الباحة 1421هـ
8.      المعرض العام للفنون التشكيلية، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الباحة، 1422هـ.
9.      معرض جماعة الباحة (الباحة 2001م)، الباحة 1422هـ.
10.  معرض الفنانات التشكيليات السعوديات بمنطقة الرياض (3)، برج الفيصلية، الرياض 1423هـ.
11.  معرض لمسات(1-2) لطالبات الدراسات العليا جامعة الملك سعود، الرياض 1425ـ-1426هـ
12.  المعرض التشكيلي المقام في بيت السفير البريطاني، الرياض 1427هـ.
13.  معرض (يوم الرائدات) لطالبات الدراسات العليا كلية التربية الفنية، المتحف الوطني، الرياض 1428هـ.
14.  المعرض الرابع للفنانات التشكيليات، مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون، الرياض 1429هـ.
15.  المعرض النسائي المصاحب لفعاليات الجنادرية 24- مكتبة الملك عبد العزيز بالمربع، الرياض 1430هـ.
16.  معرض منتدى الفنانين الشباب والحصول على جائزة اقتناء، مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون، الرياض 1430هـ.
17.  معرض القدس في عيون الفن التشكيلي – الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون – مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون، الرياض 1430هـ.
18.  معرض أمانه مدينة الرياض بمناسبة عيد الفطر في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الرياض 1430هـ.
19.  معرض (وطنيات) التابع للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، مركز الأمير سلمان الإجتماعي، الرياض 1430هـ.
20.  المعرض الخامس للفنانات التشكيليات و الحصول على جائزة المركز الرابع، مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون، الرياض- جده 1430هـ.
21.  المعرض التشكيلي المصاحب لملتقى تكريم عضوات هيئة التدريس بجامعات الرياض الذي نظمه البنك السعودي للأستثمار، الرياض 1430هـ.
22.  الحصول على جائزة المركز الثاني في مسابقة وزارة التعليم العالي لتجميل مبنى الوزارة – فرع أعضاء هيئة التدريس، الرياض، 1431هـ.
23.  الحصول على جائزة اقتناء في معرض المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي الذي نظمته وزارة التعليم العالي – فرع التصوير التشكيلي – الرياض 1431هـ.
24.  معرض ملتقى السفر والسياحة، الهيئة العامة للسياحة والآثار، مركز معارض الرياض، الرياض 1431هـ
25.  المعرض المقام في بيت السفير الأمريكي ، الرياض 1431هـ.
26.  المعرض العام الأول للجمعية السعودية للفنون التشكيلية، مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون، الرياض 1431هـ.
27.  معرض الفن السعودي الذي نظمته وزارة التعليم العالي مع جامعة السوربون، الرياض 1432هـ
28.  معرض الفن التشكيلي في (الجنادرية 26)، الرياض 1432هـ.
29.  معرض (انعكاسات) – المراة في الفن بالمشاركة مع فنانات من الهند، المتحف الوطني، الرياض 1432هـ.
30.  معرض (أنتم أملي) لدعم أطفال مرض السرطان، مركز الملك فهد الثقافي، الرياض 1432هـ.
31.  الحصول على جائزة الاقتناء في مسابقة ومعرض المقتنيات الصغيرة، وكالة الوزراة للشؤون الثقافية،جده ، 1432هـ.
32.  كما أن لديها عدد من المقتنيات لدى عدد من الجهات الحكومية والشخصيات المهمة.
رؤية الفنانة:
             أهدف من خلال أعمالي الفنية إلى تكوين لغة بصرية عالمية مفرداتها من التراث الشعبي السعودي بالوانه وتفاصيله ونقوشه، هذا التراث سواء كان ماديا أو معنويا، جمالية الخصوصية التي تربطني بهذا المصدر البصري روحيا لاتنضب في إثراء ذاكرتي، تمثل لي الالوان المائية تحديا جميلاً كوسيط مادي في رسم التراث وتجسيده وكذلك الوان الاكريلك احاول المزج بين الواقعي واساليب الفن الحديث في عمل لوحات ذات بعدين أنغفذها على القماش تارة وعلى الورق تارة أخرى. أسعى لإيجاد مزيج معاصر يجمع بين التراث المحلي والإسلامي الشرقي. وكانت هذه الفكرة هي أساس تجربتي في أطروحتي للدكتوراه.

الزحف الضوئي

ظل أبيض
الزحف الضوئي
حنان الهزاع
 
تصلني بين فترات متقاربة الكثير من الاستفسارات حول إقامة ورش ودورات للتصوير الضوئي وهي الأغلب في كم التساؤلات حول الفنون البصرية عموماً، ومن خلال تجربتي في تنظيم الفعاليات على الأخص بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون؛ فإننا عندما نعلن عن ورشة للتصوير الضوئي تأتي طلبات التسجيل تفوق عدد المقاعد المتاحة مما يجعلنا في حرج مع المدربة أو مكان تنفيذ الفعالية، في حين العكس تماماً قد لا يتجاوز عدد المسجلات عدد أصابع اليد في مجال الفنون التشكيلية وقد ينسحب البعض منهن في اللحظة الأخيرة مسببات بذلك إرباكاً لم يكن في الحسبان، ونحن الآن نخطط لفعاليات العام القادم مع الأخذ بالاعتبار كل ما مرينا به من عقبات ومواقف لا نرغب في تكرارها؛ فهل نصّر على تقديم المزيد من الورش والمحاضرات والأمسيات الفنية التشكيلية وكيف تتم عملية انتقائها؟ هل يلزمنا تقديم محفزات للمشاركات كمسابقات وجوائز لتفعيل الاهتمام بجانب الفنون التشكيلية كالرسم والنحت والخط العربي وغيرها، أم هل نكتفي بتقديم كل ما يتعلق بالتصوير الضوئي، وذلك تلبيةً لمبدأ العرض والطلب وتماشياً مع الواقع، إن الغريب في الموضوع أنه بالرغم من وجود مقررات للتربية الفنية في التعليم العام والعكس بالنسبة للتصوير الضوئي، إلا أن اكتساح الثاني بدأ هو الأبرز والأكثر أهمية خاصة في جيل الشباب، قد تكون ثورة الإعلام الجديد وما صاحبها من تقنيات رقمية مرئية وصوتية هي السبب في جذب انتباههم أم أن سهولة اقتناء الكاميرا مثل كاميرا الجوال على أقل اعتبار والحصول على نتائج سريعة تكون هي الأخرى سبباً، أعتقد أنه حان وقت تفعيل برامج تذوق الفنون عبر القنوات المتعددة مع وجود متاحف كافية وتفعيل دورها التعليمي والتربوي لربط الأجيال بثقافة الفن التشكيلي المحلي.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/01122011/tachkel38.htm

الإرشيف الإلكتروني.. مطلباً

ظل أبيض
الإرشيف الإلكتروني.. مطلباً
حنان الهزاع
 
أن تكون فناناً أو كاتباً عن الفن فإن ذلك يحتم عليك أن تكون على اطلاع معرفي كبير بما يدور حولك من أحداث ذات صلة بواقع الحراك التشكيلي عالمياً، إقليمياً أومحلياً على أقل وأهم تقدير، ولقد حرصت في هذه الفترة على تحري بعض المعارض التي يتوقع إقامتها قبل نهاية العام الحالي، كمعرض مسابقة المقتنيات للأعمال الصغيرة وملتقى الفنون البصرية لفناني دول الخليج؛ وجاء اختيار جدة مكاناً لإقامة المعرضين؛ ولعدم إمكانية السفر حاولت بالمقابل الحصول على أية تغطية مصورة أو فيديو للحدث سواء ورقياً أو إلكترونياً فلم أجد ما يشبع فضولي من كم الصور للأعمال المشاركة، إلى أن زودني أحد الأصدقاء بنسخة من كتيب معرض ملتقى فنون الخليج؛ تصفحته سريعاً في لحظتها فشدتني الكثير من محتوياته مابين تصوير تشكيلي وفوتوغرافي وخط عربي، غابت بعض الأسماء الخليجية الكبيرة التي كانت تثير إعجابي فيما سبق؛ وحضرت أسماء جديدة لا تقل في جمالها عمن سبقها، سألت نفسي ماذا لو لم أحصل على نسختي هذه؟ فهل ستتوفر لدى المكتبات العامة ومكتبات الجامعات والجمعيات المعنية نسخ منه أو هل سيتم رفعه وغيره من كتيبات لمعارض سابقة على هيئة إرشيف رقمي على الموقع الإلكتروني للوزارة؟ ماذا عن تبني مشروع وطني لتوثيق حركة الفنون البصرية بشكل عام ورسمي شبيه بموقع (أدب) الذي توثق فيه القصائد الشعرية بشكل مرجعي سهل وجميل، فالفنون البصرية لاتحتاج فقط إلى افتتاح وجولة سريعة وأخبار نصية تنتهي بنهاية الحدث وتغيب عن الأجيال اللاحقة! إن التوثيق يعني الحفظ التاريخي والثقافي وحفظ حقوق المشاركين على حد سواء. هذه الفكرة لاتحتاج لمبالغ طائلة لتطبيقها بل إنها لن تكلف نصف ماقد يكلفه طباعة كتيب فاخر وأنيق كالذي حصلت عليه.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/24112011/tachkel35.htm

حروف من نور

ظل أبيض
حروف من نور
حنان الهزاع


للخط العربي جمالياته التي لانفتأ نعددها ونفتخر بها، لكن ماذا عن استلهام هذا المجال الإبداعي وإخراجه بقوالب ابتكارية غير معهودة من قبل، هناك القلة ممن استطاع أن يجعل من الخط العربي لغة جمالية معاصرة تتماهى مع معطيات الفنون البصرية التي نعيشها اليوم، أغلب الظن أن فناني إيران وتركيا وشرق آسيا قدموا هذا المفهوم بشكل أكثر وضوحاً؛ في حين تبقى تجاربنا المحلية في تناول الخط العربي في أغلبها تستمد أساليب المعالجة من الفنون الحديثة ولا تتجاوز حدود اللون والكانفس أو الورق حتى الرقمي منها، كانت ولازالت الحروفية كمدرسة في التصوير التشكيلي العربي؛ اعتنقها البعض من الفنانين، قرأت عن نقدها وتفنيدها الكثير، وهي لازالت تحاول أن تبقى صامدة في زمن لم يعد لها، لقد حان الوقت لأن نجعل الخط العربي يخطو في طريق معاصر بعيداً عن تلك الحدود التقليدية، وهناك تجارب مميزة شكلاً ومضموناً تستحق أن نقف عندها ونطرحها للنقاش؛ لأن الحرف العربي يخصنا ويمثلنا قبل أي أحد، ومن ذلك ما قدمه الفنان الفرنسي “جوليان بريتون” في استلهام الحرف العربي بلا ألوان ولا لوح للرسم، حين جذبه فن الخط العربي المعاصر بمنحنياته الساحرة، ومع وجود التقنية الحديثة؛ لتكون النتيجة لوحات فرنسية بروح عربية مدهشة، يستغرق إنجاز اللوحة الواحدة ما يزيد على 30 دقيقة، حيث يقوم عدة أشخاص برسم الخطوط في الهواء باستخدام وحدات إضاءة متعددة الأشكال والمقاسات والألوان، يحركونها بطريقة محددة ودقيقة كما رسمها الفنان، الذي يعتمد على التصوير الفوتوغرافي بتغيير سرعة الغالق لتسجيل خط حركة الضوء ليقدم لوحات ضوئية مصورة تبدو في هيئتها العامة كمجسمات ثلاثية الأبعاد ديناميكية في وسط منظر صامت يحيط بها من عناصر غير متحركة، إنها تجربة تستحق الاطلاع عبر موقع الفنان.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/17112011/tachkel32.htm

ذريعة الموروث



ظل أبيض
ذريعة الموروث
حنان الهزاع


أتأمل في أحيان كثيرة تلك النزعة الاندفاعية لدى البعض للتمسك بالموروث للحد الذي يجعلهم لا يؤمنون بما سواه من حداثة ومعاصرة ليس في مجال الفنون والآداب فحسب بل في كل مجالات الحياة، كثيراً ما يشغلني تضخم هذه الحالة الدفاعية عن النفس والخوف المتنامي لديهم من ضياع الهوية وسطوة الآخر الغريب لانتزاع القيم الأثيرة لدى مجتمع يوصف بأنه محافظ؛ حتى أصبح تعامل أفراده مع أوجه الفنون المعاصرة المختلفة نوعاً من التحدي والمغامرة، يوصم صاحبه بنظرهم بأنه حائد عن جادة الصواب! هنا يأتي السؤال: ما المانع أن يبقى القديم ويتعايش معه الجديد على حد سواء؟ إننا حين نحارب الفكر الجديد بسبب الاعتقاد بأنه سيسلخ ذواتنا من أصولها فكأننا هنا نعكس فقدان الثقة في أنفسنا خوفاً من أي تغيير أو حتى تطوير؛ هذه الحالة الجامدة تعيق السماح بتمازج وتجانس القديم مع الجديد؛ وفي حين أن التطبيق العملي لهذا الكلام يصعب تنفيذه ما لم يتم إيجاد عملية نقدية مهيأة تقوم بموازنة لذلك التحول؛ إذن السبب يعود بنا كمجتمع عربي لا يمارس النقد الصحيح للموروث الذي يفند ويجلو الصورة بشكل كامل، والنقد حين يقوم بدوره فهو لا يتعارض مع التمسك بالماضي لأنه يؤدي إلى إعادة قراءته وهي الوظيفة الحقيقة له وهو أيضاً بالمقابل يقوم باستشراف المستقبل، ليكون هناك مرونة في الواقع الحاضر المعاصر، اللاشعور الجمعي للمجتمع يحرك الأفراد نحو ممارسة الرفض والتصدي؛ وله من القداسة ما يمنع من انتقاده لذا تبقى هذه الحالة المعقدة سبباً كبيراً في التخلف الاجتماعي رغم انتعاش الاقتصاد والتحول إلى مجتمع متمدن بشكل كامل سوى من قضية الفكر التي بدأت الاجتهادات الشخصية ومحاولة الموازنة فيها تصبح محل تصادم هي الأخرى مابين متجاهل للموروث وآخر لا يرى سواه.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/20102011/tachkel36.htm

قل لي كيف تقضي يومك؟



ظل أبيض
قل لي كيف تقضي يومك؟
حنان الهزاع

أقل لك ماذا ستبدع وكيف سيكون مستواك الفني؟.. فهذه المعادلة باختصار هي ما يمكن أن نفرق بها بين فنان عادي وآخر محترف شغوف؛ فالفنان الحقيقي يشغل حواسه جميعها في مصافحة الجمال شكلاً بصرياً أو نصاً مقروءاً أو أطروحة مكتوبة. وتذوق رحيق النفس البشرية بين قصيدة ومسرح ونص روائي ولوحة تشكيلية ومنحوتة حجرية ومعزوفة موسيقية وقطعة أثرية أو فلكلور شعبي، كثيراً ما أقول لطالباتي خلال المحاضرات إن تعلُّم الفنون التشكيلية أهم من تعليمها، فالجهد والخبرة الذاتية من خلال عمليات البحث الفكري والممارسة التطبيقية هما أهم بكثير من الوقوف على الأبواب الأكاديمية والاكتفاء بما يقدم عبر ملازم أو محاضرات، حتى وإن كان دافنشي بذاته يقدم مادته العلمية ونقوم بتطبيقها فإن الجانب الذهني الإبداعي لا ينمو بدون سعة الاطلاع للقديم، الحديث والمعاصر على حد سواء في غرب العالم وشرقه دون تحيز أو عنصرية، كم سيكون جميلاً أن نضع في أجندتنا السنوية وفي وقت مبكر قبل بداية العام الجديد شيئاً عن زيارة معرض أو متحف إن لم يكن واقعياً فليكن افتراضياً عبر الإنترنت، والأجمل لو حرصنا على زيارة المعرض في مكان إقامته فإن لم يكن في قارات أخرى كأوروبا وأمريكا فلا بأس أن يكون من حدود دول الخليج العربي كالإمارات وقطر اللتين تقدمان وبشكل دوري فعاليات متميزة يعرض من خلالها فنانون وصالات عرض مشاركة من كل أنحاء العالم تقريباً، أقول مثل هذ الكلام لأن البعض منهن تكون ذات موهبة جميلة تحملها كطموح بعد مراحل التعليم العام وتصقلها بتخصص أكاديمي جامعي ثم ماذا بعد؟ كثير من مشاهير الفن لم يكونوا - لولا الله - ثم ما تعلموه بأنفسهم وما غاصوا فيه بإخلاص وإيمان بأفكارهم.. لذا فإنه كيفما تكون قراءاتك واطلاعك يكون ميلاد إبداعاتك البصرية.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/06102011/tachkel30.htm

وللخط العربي شجون




ظل أبيض
وللخط العربي شجون
حنان الهزاع

بحثت في الفترة الماضية عن متخصصة في الخط العربي، ولم أترك باباً يمكن أن يوصلني إلى إحداهن إلا وطرقته وكان يهمني الحصول على أسماء سعودية كخيار أول، وعبر المواقع الاجتماعية وجدت بعض الخطاطات في المنطقة الشرقية أما في الرياض فلم أجد أحداً، وبالمقابل وجدت عدداً من الخطاطين البعض منهم لهم بصمة في حفظ هذا النوع من الفن العربي الجميل بالتدريب عليه ونشره، والبعض الآخر يعتبرها أسرار مهنة خاصة به، لمعت في ذاكرتي تلك الخطاطة الإيرانية الزائرة في معرض الكتاب العام الماضي وما قدمته بحماس وحب لموهبتها، وحجم الإبهار من قبل الجمهور وتكاثفهم عليها، ومن المؤكد هنا أن الخط العربي فن راق؛ يسهل تذوقه ويقدم قيماً جمالية أصيلة قريبة لأنفس الكثيرين وهو من أجدر الفنون في التوجه لحفظها وتثقيف الناس بها، بل إن من السائد عربياً في تجميل المسكن أو حتى مكاتب العمل، وجود لوحة أو معلقة من الخط العربي، ورغم توفر جمعية للخط العربي وبعض جماعات متفرقة في مناطق المملكة إلا أن هناك مؤشرات للحزن والأسى على وضع هذا الفن كرافد ثقافي جمالي مقارنة بالتشكيل والتصوير الفوتوغرافي في الوسط النسائي تحديداً، وباعتبار الخط مادة مدرجة ضمن مناهج التعليم العام لا تأخذ حقها من الاهتمام ومع تزايد الانفتاح التقني وندرة استخدام القلم مقابل الـTouch Screen فإننا أمام فجوة كبيرة في كوننا متحدثي لغة لا نبدع في كتابتها! ولقد علمت أن هناك اهتماماً أكبر بالخط المرتبط بكتابة المصحف الشريف أو زخرفة كسوة الكعبة وغيرها، وأجدها سببا كافياً لإيلاء الموضوع أهمية أكبر في المملكة مقارنة بأي دولة أخرى، من خلال إنشاء مركز متخصص يقوم بمهمة حفظ هذا النوع من الفن والتدريب عليه بشكل رسمي.

 http://www.al-jazirah.com.sa/2011jaz/sep/29/cu21.htm

الحصة/ تعبير.. الموضوع/ حُرّ

ظل أبيض
الحصة/ تعبير.. الموضوع/ حُرّ
حنان الهزاع

كان وما زال يُعتبر مقرر (التعبير) المتفرع من مناهج اللغة العربية - وللأسف - مادة ثانوية مقارنة بالمواد الأساسية كالرياضيات والعلوم وغيرهما، في التعليم الابتدائي حتى تخرُّج الطالب أو الطالبة من المرحلة الثانوية وما بعدها. والتعبير وإن تم التعارف عليه على أنه نص كتابي أدبي إلا أني أجده إلى جانب ذلك قد يكون لوحة تتشكل باللون أو منحوتة تُبنى بالكتلة أو مشغولة فنية ذات قيمة جمالية أو حتى صورة فوتوغرافية. التعبير يحتاج إلى فَهْم عميق للذات ومن ثم القدرة على كشف المضمون من خلال اللغة اللفظية أو البصرية، وهذا ما يظهر واضحاً في مستوى أسلوب الفرد الذي نشأ في بيئة تؤسس وتشجع على إعمال الفكر والتعبير السليم وبيئة أخرى ترى أن (التعبير) مجرد مادة روتينية تُعطَى أقل قدر من الاهتمام، أو في بيت يواجَه فيه الطفل بعبارة (أُسْكت) كلما فتح فمه للحديث؛ فهل سيُثمر مثل هذا الوضع مثلاً عن فنان يجيد التعبير بصرياً، ويُشكِّل رؤيته واستجابته الحسية تجاه الكون والحياة، ويكون قادراً على تقديم موقفه الجمالي لفظياً وبصرياً؟ إن الطريقة الإبداعية في الرؤية والتعبير هي المسؤولة عن صناعة الفرد المبدع، أما إذا تحوَّل الفن والتعبير إلى مواضيع (حرة) يسود الصمت فيها حصص المدارس فذلك لن يساهم أبداً بأي حال في التقدم الفكري. وبنظرة بسيطة نحو عالم الهواتف النقالة الحديثة ندرك مدى ما ينتشر عبرها من مواضيع تعكس القدرة التعبيرية الساخرة التي يمكن أن يوصف بها المجتمع السعودي، سواء ما يُكتب نصياً أو ما يتم تقديمه في مقاطع على اليوتيوب، وإن كان ذلك يرتبط بمَلَكة أو موهبة فردية خاصة رأت النور؛ فهناك في المقابل الكثير من الموهوبين والموهوبات قُتلت أرواحهم الإبداعية في وقت مبكر من مراحل تعليمهم الأولى.

http://www.al-jazirah.com/20110922/cu21d.htm

ثقافة المشهد

ظل أبيض
ثقافة المشهد
حنان الهزاع
اعتادت أذن كل منا على سماع عبارة (المشهد الثقافي) تتردد كثيراً فيما يتصل بأوضاع وأحوال الأدب والفن وأهليهما، لكن ماذا عن (ثقافة المشهد)! مشهدنا السعودي في هذه الفترة يمر بمرحلة تغير كبير بعد الكثير من التغيرات والعوائق التي مرت بها بعض الجهات المسؤولة تناولها البعض كمادة إعلامية، فتحدثوا مثلاً عن التشتت في آلية العمل الإداري؛ ازدواجية التنفيذ والتباس المعلومات إعلامياً أو نقلوا حالة التبرم للمثقفين والفنانين على حد سواء، وحزن القدماء على إنكار جهودهم يقابله إحباط الشباب وإحجامهم مما يرونه أمامهم، وتوتر المسؤولين في المقابل بسبب بعض المشاكل المتراكمة بين أصحاب الشأن؛ مع عدم إنكار الكثير من الإنجازات الجميلة التي نحترم من قام بها، عند الحديث عن المشهد الثقافي أتمنى أن يغلب إحسان الظن على سوئه أولاً ومن ثم يتم التفحص والنظر بأكبر قدر من التجرد من الذاتية، وبنظرة شمولية لكافة الأطراف، إن المشهد الآن مقبل على اتخاذ خطوات مهمة، انتخابات الأندية الأدبية وتشكيل إداري جديد في فروع جمعية الثقافة والفنون وانتظار لما سيحصل للجمعية السعودية للفنون التشكيلية وغيرها من الجمعيات المتخصصة ذات الصلة الثقافية بالمجتمع، وبعد التحول البشري نحو الإعلام الجديد فإن هذا الأخير بدوره سيكون العين الراصدة لكل ما سبق، لذا فإن ثقافة المشهد تحتم ضرورة الالتفات إليه كأداة مهمة في التطوير قبل أن يلتفت هو إليها؛ حيث إن أهميته تكمن في تفعيله للعلاقات الإنسانية ضمن النسيج الثقافي أولاً ومن ثم تجديد الروح في الجسد الواحد المحلي، أعتقد أن الإعلام الجديد هو حلقة الوصل الأمثل بين عموم المثقفين يعزز للتعارف وتقارب الرؤى وتجانس الأفكار مما يمهد للنجاح الأولي على مستوى الأفراد ومن ثم نجاح للوضع الثقافي بإذن الله.
http://www.al-jazirah.com.sa/20110915/cu25d.htm

وقفة مع الأزياء

ظل أبيض
وقفة مع الأزياء
حنان الهزاع

كل عام وأنتم بخير وتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، فرحة المسلم بعيد الفطر لا توازيها فرحة؛ تتجسد في اجتماع الأسر وتواصل الأحبة ويكون الاستعداد له كما أشبه ما يكون بكرنفال من حيث صنوف الحلوى والأزياء المتنوعة للرجال والنساء والأطفال على حد سواء، لاحظت في السنوات الأخيرة اهتمام البعض من النساء بالعودة إلى الأساليب التقليدية في تصاميمها أو ألوانها وخاماتها، والتي تعكس جمالية الذوق الرفيع الذي وصلت إليه مصممة الأزياء السعودية والتي غالباً ما تكون معتمدة على جهودها الشخصية المبنية على الدراسة الأكاديمية المتعارف عليها، ثم تتجاوزها لتسجل لها بصمة متبلورة بهوية وطنية معاصرة يشار إليها بالبنان في عروض الأزياء العالمية؛ فخطوط وألوان الزخارف التي كانت تميز زي الجدات قديماً أصبحت الآن مصدر إلهام في تصاميم الموضة العصرية، التي لاحظنا إسباغها على مجموعات حصرية من الحقائب والأحذية والعباءات والطرح إلى جانب الفساتين أو ما تعرف بالجلابيات، وهي بهذا تشكل جانب مهم في سوق العمل والإنتاج المحلي، وتعد مجالاً جيداً للعمل للفتيات في التصميم والتنفيذ بل يعد مجال التفصيل والخياطة من أنسب المجالات لعمل الفتاة عموماً، وقد نجحت تجارب هيئة السياحة والآثارفي تأهيل الأسر المنتجة من خلال تزويد المتدربات بالأسس العلمية في تصميم وتنفيذ الزي التقليدي وأنتجن قطعا جميلة جداً تقدم كإهداءات لكبار الزوار، في حين تغيب كثير عن منظومتنا الثقافية المحلية وجود متاحف لجمع وحفظ مثل هذه القطع التي تعد من أكثر التراث المادي حساسية وتأثرا بعوامل الطقس حيث تتعرض للتآكل والتلف بشكل سريع، ومع شح مصادر الزي التقليدي وعدم وجود مركز وطني لحفظه؛ فإننا نقف بالشكر والامتنان لأصحاب الجهود الشخصية في ذلك كدارة صفية بن زقر فلها كل الشكر والتقدير.
http://www.al-jazirah.com/20110908/cu18d.htm

الفوتوغرافيا الاحترافية

ظل أبيض
الفوتوغرافيا الاحترافية
حنان الهزاع

في زمن سابق كان إقتناء آلة للتصوير الفوتوغرافي فعلاً يقتصر على القلة التي أغلبها من الشباب، إلا أن الأعوام الخمس الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في عدد مقتني ومقتنيات الكاميرات الاحترافية، خاصة لفئة مابين 15-30 سنة، وهي تعد ذات سعر مرتفع نسبياً إضافة إلى صعوبة استخدامها بالشكل الصحيح للإستفادة من خواصها التي تميزها عن غيرها من الكاميرات المدمجة الصغيرة، ومايتبعها من ملحقات أخرى تضاف إليها، وإن كان الغالبية يستخدمها لتصوير لقطات للذكرى أو لرفعها على شبكة الإنترنت كنماذج فنية خاصة به؛ إلا أنه قد لانستخلص من هذا الكم الكبير لهؤلاء المصورين سوى القلة التي تستحق أن نطلق عليها «محترفون»؛ ممن قد يكونوا حصلوا على فرص في التدريب ومنحوا أنفسهم وقتاً أكبر للممارسة والخبرة، لكن ماذا لو الكل تمكن من الاستخدام الأمثل لتلك الكاميرات الاحترافية لأداء دور إعلامي أو توثيقي مثلاً؛ أو لجعل هذا المجال عملاً ومصدر رزق ليتم الاكتفاء بالأيادي المحلية والاستغناء عن غيرها التي تملأ سوق العمل وتستغله بالمبالغة بالأسعار، ولقد رأيت تجارب لفتيات سعوديات امتهن تصوير حفلات الأعراس أو التصوير الإعلاني وتصوير الأطفال وكانت النتائج أكثر من رائعة، ما دام الحماس متوفراً والآلة متوفرة، فما ينقصنا سوى التدريب ولا أعني به تلك الورش أو الدورات البسيطة والقصيرة؛ بل لابد من دورات على مستوى متقدم وبشكل أكاديمي رسمي معتمد من معاهد عالمية، فأغلب المصورين تعلموا ذاتياً من خلال مجلات أومواقع غير عربية، تصلني شهرياً نسخة إلكترونية من إحدى تلك المجلات المتخصصة بالتصوير الاحترافي، تحوي معلومات قيمة جداً مستخلصة من تجارب كبار المصورين وعدداً من الدروس والشروحات ليس فقط في استخدام الكاميرا بل في اختيار الموضوع والصياغات الفكرية التي يتم تجسيدها عبر لحظة من الزمن.

http://www.al-jazirah.com.sa/2011jaz/aug/25/cu25.htm

الطفولة والفن

ظل أبيض
الطفولة والفن
حنان الهزاع


أشرفت قبل أسبوع على ورشة رسم للأطفال في أحد المجمعات التجارية بالرياض، وكان الأطفال المشاركون من مختلف الجنسيات ومن مختلف الأعمار ذكوراً وإناثاً، وكان أكثر ماشد انتباهي هو موضوع رسم الكوخ ذي النافذة الدائرية على يمينه شجرة وعلى يساره شجرة أخرى، وربع دائرة باللون الأصفر في إحدى الزوايا العليا للورقة تمثل الشمس، وبعض طيور على شكل حرف M، لاأبالغ إن لم يكن 75% من الأطفال المشاركين قاموا برسم هذا التكوين والذي لازلت أتذكر أني وغيري نرسمه حين كنا صغاراً قبل عقدين وأكثر من الزمن، هذا التكوين لا ينتمي لبيئتنا؛ وإن كان في السابق يُعزى اختيار الطفل لرسمه لأنه يظهر عبر أفلام الكارتون؛ فإن الجيل الحالي يتابعون أفلام كارتون مختلفة تماماً؛ كشخصية سبونج بوب المشهورة بشكل كبير، التي لم يرسمها سوى طفل واحد، هذا يدل على أن تدريس التربية الفنية هو المسؤول عن مثل هذا الضمور في الخيال الإبداعي لدى الأطفال لأن هذا الموضوع لن يرسمه الطفل إلا عندما يطلب منه رسم موضوع حر، وهو ما يتكرر حدوثه في أغلب الحصص، ونعلم أن خيال الطفولة الخصب إذا ما أعطي الاهتمام الكافي فإنه يساهم في بلورة شخصية ناجحة في المستقبل بإذن الله، وللأسف لايزال الإيمان بأهمية التربية الفنية لدينا ضعيفاً بل ويتقلص سلبياً، في حين يتنامى الاهتمام والتنافس لرعاية الطفولة من خلال الفن في المجتمعات الأخرى، كبرامج التربية المتحفية المرتبطة بالإنتاج الفني، وإدراج تاريخ الفن والنقد الفني في إستراتيجية تدريس الفنون للأطفال وربطها بالأسس الفكرية والتقنية التي يمكن للطفل أن يستغلها في ابتكار تعبيرات فنية؛ التي وإن كانت فطرية إلا أنها نابعة من أسس مدروسة تعكس الرعاية والاهتمام بالتربية عن طريق الفن.
http://www.al-jazirah.com.sa/2011jaz/aug/18/cu25.htm

جسفت..والحل!


ظل أبيض
جسفت..والحل!
حنان الهزاع

تابعت قبل عامين تقريباً عبر الصحف المحلية مجموعة من الأخبار عن المشاكل الواقعة في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، ومازالت هذه الأخبار تعيد نفسها مرة تلو الأخرى حتى يومنا هذا مرتبطة بشكاوى تقدم إلى وكالة الشؤون الثقافية لدرجة أصبح البعض يسميها جمعية الصداع التشكيلي؛ هذا الوضع يجعلني أفكر كثيراً في إجابات لأسئلة تقدح في ذهني بسبب هذا الوضع المحزن لواقع حلمنا الجماعي في وجود جمعية مستقلة بالفن التشكيلي؛ لماذا لم تحل المشاكل حتى الآن! ولماذا هذا الخلاف وعدم الاتساق بين عدد كبير من الأعضاء من جهة وبينهم وبين مجلس الإدارة من جهة أخرى، الذي يعاني من التفكك في داخله أيضاً! ولماذا الغالبية من الأعضاء ليس لهم دور حتى في حضور الاجتماعات للتصويت أو إبداء الرأي أو طرح مقترحات، ولمَ كل الأداءات سلبية؟! العام الحالي للجمعية شهد توقف الأنشطة بسبب حلّ مجلس الإدارة ثم إعادة تكليفه مرة أخرى مؤقتاً لترتيب انتخابات جديدة ثم .... ماذا بعد؟ هل هذا سيزيل السخم المتراكم! نحن أمام حل وحيد لكي تتمكن الجمعية من النهوض بنجاح من أزمتها المستعصية والسير بشكل مشرف خليجياً وعربياً، وهو أن يتم نسيان الماضي بكل علّاته ورسم نقطة انطلاق جديدة فنبش مافات لايجدي نفعاً وسيكون هذا الحل صعباً إلا على من كان همه الأول إنجاح الجمعية وليس نجاحه الشخصي، فالحراك التشكيلي السعودي الآن وبشكل فردي أو على مستوى المجموعات يشهد تطورًا ملحوظًا، وسيكون الأمر مخجلاً بعض الشيء حين تكون العلاقة عكسية بين وصول الفن التشكيلي السعودي عالميًّا وبين تدهور وضع الجمعية السعودية التي تمثله وعدم وجود أي دور لها في هذا السياق والسبب انشغال البعض بالخلافات أكثر من أي شيء آخر.
http://www.al-jazirah.com/20110811/cu18d.htm

الإبداع ليس تصادماً


ظل أبيض
الإبداع ليس تصادماً
حنان الهزاع

عند الحديث عن الإبداع فإننا نتحدث عن قدر من حرية التفكير، دوافعه وطرائقه ومن ثم حرية التعبير عنه. وكثيراً ما يواجه المبدع عدداً من القيود التي تحول أن يكون تعبيره صادقاً بقدر كافٍ، وإن كان أبرز ما يمكن ملاحظته من عوائق هي حالة المجاراة العقلية التي تشكل ضغطاً على ذهن المبدع، وهي تعني الاتجاه الفكري نحو تبني الآراء والأحكام الشائعة، ومجاراة الأفكار التي يعتنقها المجتمع؛ لذا يتعرقل تشكيل الاتجاهات الإبداعية في كثير من الأحيان لتبقى الاتجاهات التقليدية هي السائدة؛ فالإبداع هو الخروج عن المألوف مع ارتفاع الثقة بالنفس وعمق الإيمان بالأفكار الخاصة. وهذا ما ترفضه المجاراة؛ لأنها لا تقر باستقلالية المبدع في التفكير والحكم. وإن كان قد شاع لدينا هذا المصطلح بما يعرف بـ»العرف» إلا أنه لم يكن قصراً على مجتمعنا فقط؛ بل إن كثيراً من المجتمعات الأخرى أيضاً تعاني الشيء ذاته، هذا التغريد خارج السرب لا يقتضي تأكيد الاختلاف من أجل الاختلاف فقط؛ لأن ذلك يُفقد الشخص لمسة التفكير الأصيلة؛ ويخلق موقفاً من الاغتراب قد يوقف التفكير الإبداعي الذي يقوم أساسه من خلال التفاعل مع أفكار الآخرين. إن الشجاعة الأدبية سمة أكيدة لدى المبدع، وهي تبنى في أساسها على الصدق والتجلي مهما كان الدافع لتقديم الكيان الإبداعي، ولا أفرق هنا بين الإبداع العلمي والفني؛ فكلاهما يستند إلى الدافع ذاته كالقلق والتوتر تجاه مشكلة ما والسعي لحلها أو التنفيس عنها؛ لذا فإن علامات النبوغ تبدأ في الظهور منذ الطفولة في حب الاستطلاع وكثرة التساؤل، والتوتر والحركة؛ لذا يجب التنبه إلى ضرورة إعطاء مساحة من الاستقلالية الفكرية وتعزيز الثقة في النفس، والقبول لوجهات النظر حتى لا ينشأ لدينا جيل يعشق التصادم لأجل التصادم فقط.
http://www.al-jazirah.com/20110728/cu23d.htm

الميديا بأيادينا

ظل أبيض
الميديا بأيادينا
حنان الهزاع


في وقتنا الحالي أضحت الميديا بكل تفرعاتها مجال الإعلام الأرحب والأقوى أثراً، تراجعت أمامها الكثير من الوسائل التقليدية، لقد استطاع «الإعلام الجديد» وعبر الميديا أن يتجاوز وبسرعة كبيرة وعلى مستوى عالمي الكثير من الحواجز والقيود التي كانت عائقاً لوصول كل خبر جديد أو تغطيه صوتاً وصورة؛ تمكن من جمع شتات أسر أو شعوب وتوحيد كلمتها وأحدث ما أحدثه من أثر في العالم العربي حتى بات سلطة بحد ذاتها، وهو إذ يعبر عبر قنوات تقنية هي «الميديا»؛ هذا التخصص التقني والإعلامي الذي عرف وعبر سنين طويلة في أغلب إن لم يكن كل الجامعات العالمية، كفنون الجرافيكس والبرمجات التقنية والمونتاج وغيرها تندرج تحت كليات الفنون البصرية وعلم الاتصال، وفي مجتمع حديث العهد بتلك التقنية كمجتمعنا، بدأت بواكير اهتمام فئة من الشباب بتقديم عدد من الأعمال الإعلامية التي شاع صدى أثرها وبشكل سريع على أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية وغيرها، لا يمكن تجاهل دورها وأثرها، بل بالعكس لا بد من الالتفات إليها كتجارب رائدة في المجال تحتاج إلى الاهتمام والتقويم المستمر، وفتح المجال بشكل أكبر للاستفادة منهم بأكبر قدر ممكن؛ خاصة في ظل ندرة المتخصصين في المجال وعدم وجود أقسام في الجامعات المحلية تخرج فنيين أو مهندسين متخصصين في فنون الصوت والصورة، وإن كان واقع الفتيات في كليات التصميم والفنون يعطي أملاً لهن في هذا المجال إلا أنه لا تزال الفرص غير متاحة للشباب في الحصول على مثل هذا النوع من التخصص محلياً فيبقى خيار الابتعاث حلاً شرعياً لمنح الفرصة للوطن بالاستفادة من طاقات أبنائه في بناء الكيان الإعلامي المعاصر؛ ولرسم ملامح الصورة المشرقة للمجتمع السعودي الذي ظلم كثيراً في السنوات العشر الأخيرة عبر الإعلام الآخر.
http://www.al-jazirah.com/20110721/cu15d.htm

الأختان عالم

ظل أبيض
الأختان عالم
حنان الهزاع



أقرأ في هذه الأيام رواية «طوق الحمام» لرجاء عالم، رواية تقود ذهنك إلى زقاق مكة القديمة، تجعلك في ذهول وكأنك هناك تسمع وترى وتشم كل التفاصيل، في الوقت الذي أتصفح فيه القناة الإلكترونية لبينالي فينيسيا الـ54، لتبدو أمام عيني تلك الأديبة وأختها التشكيلية شاديه؛ تشرحان وبتمكن ما قدمتاه في عمليهما «الفلك الأسود» المشارك بالبينالي؛ تفند الأختان كل أجزاء العمل وتوضحان الفلسفة خلف ذلك الكيان البصري الذي يغطيه السواد وتأتي من خلفه مئات الكرات المعدنية التي تعكس ما حولها من حركة في ترتيب حلزوني؛ ومكعب مشطوف الجانب يتوسط ذلك التجمع بشكل محوري مستنداً على أحد أركانه، هذه التوليفة تقترب كثيراً من شكل الطائفين حول الكعبة، يتسرب من السقف فوق العمل مجموعة من خيوط الضوء لرسوم الفسيفساء تنعكس على تلك الكرات، تماماً كما هو الغلاف الأسود لتلك الرواية وعليه شريط كتابة فسيفساء كالتي على الكعبة، كان شرحهما عن ما تختزنه رؤوسنا من كل ما حولنا، كتلك الكرات التي تعكس ما حولها خيراً وشراً، وغيرها من أفكار يحملها كل جزء في العمل، ولقد جاء تكريم وزير الثقافة والإعلام د.عبد العزيز خوجة لرجاء نظير فوز «طوق الحمام» بجائزة البوكر إلى جانب تكريم الروائي يوسف المحيميد لفوز روايته «الحمام لا يطير في بريدة» بجائزة الشابي، وتناقلت الصحف المحلية والقنوات هذا الخبر بفخر، كنت أتمنى أن يحصل ما حصل أيضاً في تغطية أول مشاركة سعودية في هذا البينالي، وأن يتم توجيه اهتمام أكبر بالمشاركات التشكيلية السعودية العالمية من قبل الوزارة وقنوات الإعلام عموماً، سواء للأختين رجاء أو غيرهما من الفنانين؛ ولا سيما أن الأخبار الموجودة على الإنترنت بغير العربية، ولا يعرف عنها سوى المختصين جداً في المجال وتغيب عن البقية.
http://www.al-jazirah.com/20110714/cu20d.htm

عفواً.. اللوحة مسلوخة



ظل أبيض
عفواً.. اللوحة مسلوخة
حنان الهزاع

نعم هي ليست منسوخة بل مسلوخة، تلك الأعمال التشكيلية حين تخلو من الحس التعبيري أو المضمون الفكري، التي تكون مجرد ضربات لون أو تجميع خامات بلا أي انفعال أو استناد على موضوع محدد ينتمي إليه الفنان، بعشوائية يتم إنجازها وبلا تردد يتم التوقيع عليها ومن ثم عرضها؛ بل قد تحصل على جوائز تقديرية، الكثير قد يقع في فخ التجريد لأنه هو فن السهل الممتنع، سواء كان تجريداً هندسياً، تعبيرياً غنائياً أو غيرها من اتجاهات لا شكلية تعتمد على تمويه الهيئات وتغييب الأبعاد في كيان اللوحة، بشرط أن تكون بحسب خطة ذهنية خاصة يستند إليها الفنان. بعض الفنانات حين التقي معها وأسألها عن أسلوبها تخبرني بأنها تعتمد على التجريب، فأسألها مرة أخرى هل تقصدين التجريد؟ فتجيب بالنفي وتؤكد على التجريب، وهنا أقف على معنى هذه الكلمة التي يتداولها الكثيرون خاصة أن هناك مقرراً دراسياً جامعياً يحمل اسم التجريب الذي قد يكون هو وسيلة وخطوة يمارسها الفنان سعياً لبلورة أسلوبه الخاص ومن ثم تطويره والنمو فيه، لكن لا يمكن أن يعتبر التجريب مدرسة أو حركة فنية يمكن نسبة الأعمال إليها. إن إضافة خامات وملامس متنوعة لسطح اللوحة قد يحولها إلى عمل تجميعي أقرب للتكعيبية وليس التجريد، كما أن رش الألوان بطريقة جاكسون بولوك يندرج تحت الفن الحركي الذي يكون في ظاهره التجريد الشكلي بينما ينبثق البعد الفكري من اللاوعي لدى الفنان ليقترب المضمون إلى السريالية في استنادها على نفس المصدر التعبيري. إن التحرر من سلطة الشكل الواقعي كانت القاعدة المشتركة للفن الحديث، ولا بأس أن يتبنى الفنان ذلك في أعماله لكن بشرط الوعي التام والإدراك لما يقدمه من إنتاج فني يمثله فكرياً وبصرياً.
 http://www.al-jazirah.com/20110707/cu20d.htm

فرشاتي عدستي هي لغتي

ظل أبيض
فرشاتي عدستي هي لغتي
حنان الهزاع
-

التقيتُ بالأمس القريب مجموعةً من خريجات قسم التربية الفنية من جامعة الأميرة نورة في أحد مراكز التسوق بالرياض؛ وهن من فئة الصم اللاتي أتيحت لهن الفرصة لدراسة هذا التخصص والحصول على شهادة البكالوريوس. كن يعرضن للبيع ما تبدعه أناملهن من فنون مختلفة كاللوحات، والمجسمات والمشغولات اليدوية بلمسات فنية جميلة. وبحكم معرفتي بهن لاحظت المستوى الفني الجيد في تنسيق الألوان وتوزيع الأشكال والخطوط والخامات بطريقة جيدة، ما كن سيوفقن في مثل هذا لولا الله ثم التحاقهن بالدراسة الأكاديمية في الفنون. كذلك كان للتصوير الضوئي حضوره في ذلك المكان، فالكثير من المصورات منهن تعرفت عليهن من خلال حضورهن لدورات جمعية الثقافة. وكان يثير إعجابي حرصهن على الحضور المبكر والمتابعة وحتى في الأسئلة والمناقشة من خلال المترجمة. كن فخورات بأنفسهن وفرحات بحضور الناس. لقد كانت تلك الفرصة الدراسية لهن فقط كمجموعة تم تجريب الدمج عليها في الدراسة الجامعية، وقُرر بعد ذلك لأسباب عديدة إلغاؤه. وأجد من وجهة نظر منطقية بأن مجال الفنون يجب ألا يقارن بغيره من التخصصات العملية النظرية التي قد تكون المقررات فيها صعبة على مثل هذه الفئة، في حين أن تعلم الفنون وممارستها لا تتطلب سوى حس مرهف وبعض الأسس التشكيلية لإنجاز العمل، كما ستفتح لهن باباً للعمل قد يصعب على مثل من هي في ظروفهن الحصول عليه. هن وأنا نستبشر خيراً بافتتاح كلية للتصميم والفنون تابعة لجامعة الأميرة نورة، والتي نأمل أن تجعل من ضمن مقاعدها الدراسية حيزاً لهن ولغيرهن ممن تعتبر الفنون البصرية رسماً ونحتاً وضوءً أبجدية لغة ومجال عمل مهني، خصوصاً أن البعض منهن يمتلكن موهبة فنية وإبداعاً مميزاً، إلى جانب الطموح الذي يدفعهن لمنافسة غيرهن وتحقيق التميز في المجال.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/30062011/tachkel35.htm

صيف 70

ظل أبيض
صيف 70
حنان الهزاع


هذا هو عنوان الفلم السينمائي الذي اقتناه متحف الفن الحديث في نيويورك «الموما» والذي يعود لمخرجه الفنان المصري د.ناجي شاكر؛ حيث شاركه صديقه الإيطالي تنفيذه وإخراجه أثناء فترة دراسته في إيطاليا عام 1968م؛ واستغرق إنتاجه سنتين في ظل إمكانيات مادية وبشرية متواضعة جداً، لقد كان تحدياً بالنسبة له أن يقدم عملاً سينمائياً في تلك الحقبة من الزمن، حاولت الحصول على معلومات أكثر حول الفلم الذي لا تتجاوز مدة عرضه 63 دقيقة قامت بدور البطلة فيه إحدى الممرضات التي تعرف عليها ناجي مع زميلة وتبرعت بتمثيل الدور، وبعد مرور هذه السنين يقوم أحد أهم متاحف الفن العالمية باقتناء هذا العمل وترميمه بما يقارب 35 ألف دولار، حيث ينظم هذا الفلم إلى جانب ثلاثة آلاف فلم لعباقرة السينما العالمية التي يقتنيها «الموما»، ثم يعرض بإذنه أيضاً في متحف «التيت» بلندن، هذا الخبر أثار فضولي في معرفة سبب توجه المتحف لاقتناء هذا العمل بعد ما يزيد عن أربعين عاماً من إنتاجه، هل لأنه يشكل عملاً فنياً له قيمته التي تزيد طردياً مع عمره الزمني؟ أم لأنه يمثل جزءاً من ثقافة شعب عربي هاجر أفراده وناضلوا لأجل حريتهم الفكرية في زمن لم يكن هناك من يقدر ثمن العقول المبدعة في مجتمعاتنا المحلية، وما هي بقية الأعمال العربية سواء في السينما أو الفنون التشكيلية أو الفوتوغرافية التي يقتنيها هذا المتحف أو غيره؟ حتى يتسنى لنا الوقوف عليها، دراستها، تحليل البنى الفكرية لها، ثم تقديمها للدراسة كنماذج وأمثله لتاريخ الفنون العربية؛ أو لشرح الاتجاهات الفنية لطلبة الفنون، ليس هذا فحسب بل لإبرازها وإيصالها لبقية شرائح المجتمع، أعتقد سيكون التثقيف البصري أقرب لنفوس العامة حيث ستكون الأعمال محملة بالروح العربية.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/23062011/tachkel33.htm
-

هيلاري تشيد بفاطمة

ظل أبيض
هيلاري تشيد بفاطمة
حنان الهزاع

لقد تعمّقت علاقتي وفهمي أكثر للفنون والحضارة الإسلامية بمجرّد اتخذتها مبحثاً في مرحلتي الدراسية الحالية، لم أكن لأحصل على الكثير من المعلومات المتعلّقة بالموضوع لا من خلال التعليم العام أو حتى الجامعي، وكان آخر ما وصلني قبل أيام قليلة خبر افتتاح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون معرض “1001 للاختراعات في الحضارة الإسلامية” بمركز كاليفورنيا للعلوم في لوس أنجليس ويستمر حتى 31 ديسمبر 2011م، حيث أثنت في كلمتها التي ألقتها على ما يحق للمسلمين الافتخار به من حضارتهم السابقة كأساس للعلوم والتكنولوجيا الحديثة؛ وضربت الأمثلة بالجزري الذي أسس لعلم الآلة، وفاطمة الفهري التي وضعت القواعد لأقدم نظام جامعي عرفه العالم منذ القرن 9م؛ ولقد زار المعرض أكثر من مليون شخص خلال السنة الأولى من جولته العالمية التي تستمر لمدة خمس سنوات، أقيم سابقاً في كل من لندن، اسطنبول، نيويورك والآن في لوس أنجليس ويستمر لمدة سبعة أشهر. ويكشف المعرض عن التاريخ المنسي للمسلمين خلال الفترة من القرن 7-17م، حيث مهّدت جهودهم الطريق أمام النهضة الأوروبية، في الحقبة التي عُرفت بالعصور الوسطى التي تسمّى أحياناً بـ “العصور المظلمة”، بينما كانت “عصراً ذهبياً” للمسلمين. وعلى صعيد آخر وفي نفس البلد يقيم متحف مقاطعة لوس أنجليس للفنون؛ معرضاً بعنوان “هدايا السلطان: فنون العطاء في المحاكم الإسلامية” الذي يعرض 200 قطعة تتصل بموضوع المعرض؛ تعود للفترة من القرن 8-19م، كما يحتفظ عدد من متاحف أمريكا كالميتروبوليتان وغيره، بالكثير من المخطوطات الإسلامية التي تكمن بين ثناياها أسرار حضارة العرب والمسلمين، أشار إليها الأستاذ أحمد الشقيري في برنامجه خواطر ولازالت هناك جهود لتسليط الضوء عليها، فيما تبقى فعالياتنا الثقافية وحتى مناهجنا الدراسية بكل أسف قاصرة عن التعريف بمثل ذلك.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/16062011/tachkel33.htm

الفنون البصرية .... ميدان العولمة الأرحب


إعداد : حنان الهزاع

تعد الثقافة المجال الرئيسي الذي تعمل من خلاله ومن أجله كل الفلسفات والتيارات، فمن خلالها يمكن تحقيق ما تصبوا إليه المجتمعات من أهداف، وما تنشد غرسه على أرض الواقع، ومن ثم فإنها تعكس وبصدق ما تدعو إليه هذه الفلسفات والتيارات من مبادئ وتوجهات. وبالرغم من تعدد وتنوع تعريفات الثقافة، إلا أنها ظاهرة بشرية وصناعية إنسانية فهي من إنتاج وحصيلة نضال الإنسان وكفاحه مع الظواهر المحيطة به ونتاج تفاعل مع المجتمع وتنظيماته ومؤسساته، وما تفرزه من تراكمات وخبرات يتم عن طريقها التواصل والتفاعل بين الأجيال والتفاعل في الحاضر والتطلع إلى المستقبل.
وفي عصرنا هذا –عصر ما بعد الحداثة- باتت التعددية الثقافية "العولمة" لا تنفصل عن الإنسانية، وهي الشرط الأول للحوار بين الحضارات، وعلى مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول، إذ تنطوي على بعد مزدوج، فهي أولاً إشارة إلى مختلف التعبيرات الثقافية، سواء القديمة (التراث) أو الحاضرة منها (الإبداع)، ويعد الفن باختلاف أنواعه من المجالات التي استطاعت التعددية الثقافية أن تقتحمها متزامنا ذلك مع الحداثة وما بعدها، وبصورة موازية، تمد التعددية الثقافية الجسور بين الشعوب المختلفة من خلال تعظيمها لفرص الإبداع الفني والتفاهم المتبادل فيما بينها، وهما خير ضمان لغنائم مشتركة، كما تشمل التعددية الثقافية حق الدول في أن تساند الإبداع الفني بحيث تضع التعددية الثقافية العالمية في متناول الجمهور.
ولعل ذلك يقودنا إلى مفهوم عولمة الثقافة وجعلها ثقافة عالمية موحدة ومن ثم العمل على امتزاج كل الثقافات المحلية ومحاولة التخفيف من حدتها، لتحل محلها ثقافة عالمية موحدة وهي بذلك تسعى إلى توعية المجتمعات بخصوص الثقافات والأيدلوجيات أحادية الرأي التي تعوق تقدم المجتمعات والانطلاق إلى ثقافة عالمية واحدة.
وهذا ما يتبناه بعض النقاد الفنيين بضرورة أن يكون الفن التشكيلي متوافقا مع طبيعة هذه التعددية الثقافية بحيث يعكس العمل الفني صورا حداثية من حيث اختيار الموضوعات وأساليب التنفيذ، وذلك تماشيا مع التغيرات الثقافية العالمية، وهم في ذات يرون بأن عدم مواكبة هذا التغير أنما هو تخلف وتأخر عن الأمم الأخرى، وهم في مواقفهم يؤكدون على الاتجاهات الفنية الحديثة والتي أفرزتها الحرب العالمية الثانية كالسريالية وكذلك الاتجاهات الحداثية التي ظهرت في القرن العشرين، مثل الواقعية المغالية "super realism" والمفاهمية وما فوق المفاهمية" post conceptualism" وغيرها، باعتبارها اتجاهات فنية تعكس روح العصر الحديث، عصر التكنولوجيا والتداخل الثقافي بين المجتمعات، وهي تعطي الفنان مطلق الحرية في إنتاجه الفني.
أما بالنسبة للمعارضين لمنهج الحداثة في الفن التشكيلي، فهم في طبيعة فكرهم ينبذون الحداثة والعولمة وتداخل الثقافات ويرون بضرورة تمسك الفنان بهويته المحلية والقومية وأن تكون أعماله الفنية تعكس انتماءه لثقافته العربية والإسلامية، لذلك ظهرت لنا قضية الجدل حول التنوع الثقافي داخل الثقافة العربية وهي قضية بات المساس بها يشكل نوعا من المغامرة غير المحسوبة لان فيه ما يخدش وحدة الثقافة العربية، وهم بذلك يفرضون عدد من القيود التي تحد من حرية الفنان.
ولذلك يمكن التفريق بين الحداثة والتجديد لشمولية الأولى وخصوصية الثاني، لأن التجديد أحد مظاهر الحداثة ،بمعنى أن الجديد « هو إنتاج المختلف المتغير والذي نجده في عصور مختلفة، لكنه لا يشير إلى الحداثة دائما » إن الاختلاف والتباين يحدد ماهية الجديد لتعبيره عن واقع مختلف متجدد، ولاستخدامه معايير تغاير الماضي ولا تنفيه أو تلغيه، أما الحداثة فإنها تتضمن الجدة وتتجاوزها في آن واحد، ولذلك فهي ترتبط «بالانـزياح المتسارع في المعارف وأنماط الإنتاج والعلاقات على نحو يستتبع صراعا مع المعتقدات ، ومع القيم التي تفرزها أنماط الإنتاج والعلاقات السائدة ».
كما وإنه من المفيد البحث في التراث المحلي والعربي والإسلامي والإفادة منه في التعبير الفني وخاصة لدى طلاب التعليم العام من خلال مجالات التربية الفنية ولكن في ذات الوقت لا يكون هناك انعزال بين الطالب وما حوله من تطورات عالمية بل لابد من دمج التراث بالحداثة والاستفادة من تعدد الثقافات دون تضييع لملامح هويتنا الخاصة بنا.


لوحة الحصاد لمحمد السليم من المملكة العربية السعودية ويظهر تأثير البيئة الصحراوية في أسلوبه الآفاقيه


أننا نعيش في عالم متشابك بفعل شبكات الاتصال التي تنقل إلينا العديد من الصور والإنتاج الفني العالمي والذي لا يمكن في أي حال من الأحوال إغفال وجوده في حياة المبدعين فلقد أصبح الفن لغة عالمية تشترك الشعوب في مفرداته ورموزه ولا يمكن عزل الإنسان عن مثل هذه المفاهيم، لذلك بات الفن متأرجحا بين الرؤية المحلية ومرئيات وسائل الاتصال المتعددة، بالرغم أنه عندما نرغب في البحث في أصول الفن التشكيلي فأننا ولابد من العودة إلى الجذور التاريخية في الغرب وهذا ما يجعل في ذات الوقت من الصعوبة إنكار اثر الفنون الغربية على الفنان العربي.


لوحة المدينة (1937م) لمحمود سعيد من مصر وتظهر الهوية المصرية في معالجة تشكيلية ابتكاريه

ولكن في ذات الوقت لا يعتبر الإنتاج الفني الذي يعكس التراث والانتماء متخلفا لعدم مواكبته للثقافات العالمية المعاصرة، فالتعبير الفني ما هو إلا إنتاج الفرد ليعبر عن ذاته ما بداخله من جمال يسمو بإنسانيته، ويضمن عمله رسالة معينة يوصلها لغيره لذلك فانه من الإجحاف بحق الفنان المحلي اتهامه بالتخلف والرجعية في حال لم يتوافق مع الفنون العالمية ولكن الفنان لعله بانتهاجه لأسلوب أداء فني مبتكر ومميز في تنفيذ موضوعات محلية ومعالجته للخامة والسطح بطريقة جديدة يكون متماشيا مع التطورات الفنية الحديثة التي أفرزتها التعددية الثقافية.
وهذا يقودنا إلى الثقافة المرئية التي تعكس هويتنا وتشكل رسالة للشعوب الأخرى التي نعكس فيها ثقافتنا الخاصة وتؤكد على انتماءنا لهويتنا والاعتداد بها، فالانتماء مفهوم نفسي اجتماعي، فلسفي، وهو نتاج العملية الجدلية التبادلية بين الفرد والمجتمع أو الجماعة التي يفضلها المنتمي، وباعتباره ذا طبيعة نفسية اجتماعية، فإن وجود المجتمع أو الجماعة هام جداً كعالم ينتمي إليه الفرد، حيث تكمن الحاجة إليه في التجمع والرغبة لدى الفرد بان يكون مرتبطاً أو يكون في حضور الآخرين.
ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن الثقافة العربية والإسلامية قد أثرت في الفنون الأوروبية في القرون الوسطى في اقتباس الوحدات الزخرفية والخط العربي أمثال الفنان الإيطالي فيروكْيو Verrocchio, Andrea del، (1435-1488م) وكان يجمع بين فنون النحت والصياغة والتصوير وقد استخدم الخط العربي في تمثاله البرونزي (داوود) على هيئة أشرطة من خط النسخ المملوكي تزخرف حواف الثوب الذي يرتديه (داوود). وهذا يعني أن هناك ادوار تبادلية في تأثير الثقافات على الإنتاج الفني في العصور المختلفة.


تمثال (داوود) للفنان الايطالي فيروكيو 1473- 1475م  مصنوع من البروز وقد نقشت عليه كلمات بالخط العربي

وإذا كان هناك من خطورة نتيجة لسيطرة التقنية و تعميم آلية العقل التجريدي المعاصر وإشاعة التعايش الفكري والفني مما يخلق ثقافة اغترابية نوعا ما وإنسانا معزولا، فان الخطورة تكون مضاعفة أكثر في الإبداع التشكيلي، لان كل هذا سيحول نتاج الحواس إلى الآلية والعقلانية التي تؤدي إلى تشويه عفوية الذات البشرية والفكر وتحويله إلى فكر استهلاكي، وتخلق نوعا من نضوب اللغة الفنية وتهميش الفن.
ولكن المشكلة الجوهرية تبقى في أن حاضرتنا المعاصرة لا تمتلك أساسا القوة الجذرية في مواجهة الغزو الفكري، لأنها ليست سوى مدن مستوردة للفكر والتقنية الغربية، ولذا فأنه من الضروري الوقوف قليلا ومعرفة كيف يمكن أن تتحول هذه التقنية إلى جزء من ثقافتنا ومفردات لغتنا التشكيلية. لكن الالتباس الذي يعيق تطور الفن المحلي و العربي الآن ويخلق جوهر أزمته هو ركود لغته الفنية بالنسبة للمشاهد، ولذا فان ديناميكية الفن لا يمكن أن توجد إلا في إثارته للأسئلة وهذا يدفعنا إلى التفكير بالفن التشكيلي العربي المعاصر من جديد مع الإشارة إلى الخطورة التي تواجهه والتي تكمن في أن هذا الفن سيفني ذاته كفن لأسباب ثلاثة: أما كونه فنا واقعيا فوتوغرافيا يخدعنا برؤية الواقع والطبيعة مرة ثانية في اللوحة، أو لأنه فنا استهلاكيا يلتزم بسوق العرض والطلب التجاري مبتعدا عن معالجة القيم الإنسانية والمعرفية العميقة وقلق الإنسان بسبب الخوف من انهيار حضارته، أو باعتباره فن لا يعالج أسئلته تعتمد على لغة الفن البصرية والتي تؤثر على البصر والبصيرة معاً.
ومن أجل أن يؤثر الفن التشكيلي العربي في الوعي الفكري والجمالي للفنان والمتلقي سيكون من الضروري التفكير بجوهر وماهية الفن باعتباره بحث قوامه وطبيعته اجتماعية فلسفية جمالية.

نشر الموضوع في مجلة الفنون- الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون - العدد 57 - رجب 1432هـ - يونيو 2011م

كبسولة فن

ظل أبيض
كبسولة فن
حنان الهزاع




تابعت قبل فترة على أحد برامج القناة الإخبارية السعودية لقاءً مع الدكتور عوض بن مبارك اليامي الأستاذ في قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود، المتخصص في العلاج بالفن التشكيلي وصاحب الريادة في هذا المجال محلياً من خلال افتتاحه لأول عيادة من نوعها على مستوى المملكة، وكان اللقاء حول إحدى الحالات التي تولى الدكتور علاجها لطفلين شقيقين مصابين بمتلازمة “سيكل”؛ قدر الله عليهما أن يولدا مصابين بهذا المرض الذي يتصف المصاب به بقصر القامة وصغر الرأس حيث قد يطلق عليه البعض اسم متلازمة “رأس العصفور”؛ إضافة إلى ضعف القدرات العقلية وشبه العجز عن إنجاز بعض الأمور الخاصة؛ هنا قد لا يكون العلاج تشكيلياً ولا حتى إكلينيكاً مجديا لتعديل صفة جسدية ناتجة عن هذا المرض، إلا أن حالة التأخر العقلي والإحباط النفسي المصاحب له يمكن بإذن الله تعالى من السيطرة عليها. لقد كانت تجربة الدكتور عوض ناجحة والحمد لله بشكل واضح في تصرفات وتحركات الطفلة وطريقة كلامها، حيث ساهمت الممارسة التشكيلية إيجابيا في علاج حالتها النفسية والحركية للتنفيس عن المشاعر السلبية التي قد تعيق قدرتها عن التعبير اللفظي فيتحول التشكيل إلى لغة ذات رموز يلاحظها المعالج ويقوم بترجمتها ومتابعة تطورها ومدى التحسن من عدمه، هذا النوع من العلاج معتمد بشكل رسمي أكاديمياً، مهنياً وطبياً في أمريكا، ويحضى بقدر كبير من الاهتمام في المجتمع الغربي، إلا أنه لا يزال يخطو أولى الخطوات في المجتمعات العربية التي هي الآن في أمسّ الحاجة إليه كعلاج نفسي أو سلوكي، في ظل هذه الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي ألقت بظلالها السوداء على نفسية الفرد العربي سواء كبيراً أو صغيراً؛ فأفقدته الراحة والأمان، إننا بحاجة فعلية لكبسولات ملونة من الفن.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/09062011/tachkel40.htm

بذرة مقالة

ظل أبيض
بذرة مقالة
حنان الهزاع

تنظم دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة سنوياً مسابقة للنقد التشكيلي على مستوى الدول العربية، حيث طرحت محاور ذات قيمة علمية مهمة خلال دوراتها الثلاث الماضية، وتأتي دورتها الرابعة للعام الحالي تحت موضوع «المفاهيمية في التشكيل العربي» وأجدها فكرة غاية في الأهمية لتفعيل ثقافة النقد الفني الذي يعتبر بدوره أحد أهم أركان النهوض بالحراك التشكيلي لمجتمع ما، لأنه يُنَظِر ويوثق ويفند الإنتاج الفني لمجتمع ما، ومن خلال اطلاعي على الإصدار المطبوع ككتاب عن البحث الفائز بالدورة الأولى عام 2007م التي كان موضوعها «الريادة في الفنون التشكيلية والبصرية العربية» وفاز بها د. نزار شقران عن بحثه “ شاكر حسن آل سعيد-الحقيقة في الفن”؛ وجدته عبارة عن بحث علمي منظم على منهجية وخطوات مدروسة، لهذا الفنان العراقي الرائد الذي عاش في الفترة (1926-2004م)، حيث قدم الباحث معلومات متميزة كماً وكيفاً عن حياة آل سعيد ومراحله الفنية بأسلوب ثري عميق وواضح في آن واحد، بحثت عن معلومات عن الفنان من خلال مواقع الإنترنت فوجدت بضع كتابات ومقالات متناثرة هنا وهناك، أما على الويكييبيديا فظهرت لي عبارة “أن هذه بذرة مقالة عن حياة فنان تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها”، ولم تكن هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بالأسى على حالة الجدب المعلوماتي العربي، وإن كنت قد وجدت عبر هذا الكتاب الذي اقتنيته من معرض الكتاب الأخير الكثير مما قد نحتاج إليه علمياً عن هذا الفنان العراقي كمثال، فما الذي يمنع من التأسيس لمشروع إلكتروني موحد لتطوير المحتوى العلمي باللغة العربية مبدئياً ثم ترجمتها لبقية اللغات العالمية، وإلى متى سيبقى المحتوى النظري للفن التشكيلي العربي عموماً والسعودي على وجه التحديد؛ مجرد بذرة!؟

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/02062011/tachkel29.htm

بين المؤقت والدائم

ظل أبيض
بين المؤقت والدائم
حنان الهزاع

لاحظت في هذا العام تغيراً إيجابياً في طريقة طرح المسابقات والمعارض التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام، حيث بدت صياغة الإعلان عنها أكثر إتقاناً ووضوحاً، كما أنها تتضمن محاور جديدة ليست كالسابق، مثل مسابقة معرض المقتنيات للأعمال الصغيرة؛ الذي يرتبط بالتراث الشعبي، وكذلك مسابقة معرض الفن الإسلامي المعاصر وغيرها. وقد يُسَر بهذا البعض من الفنانين فيكون متحفزاً لإنتاج أعمال جديدة خاصة بموضوع المعرض، في حين قد يجد البعض الآخر أن ذلك تقييداً على حرية التعبير وأن موضوع المسابقة قد لا يتوافق مع ميوله الخاصة وتوجهه الفني، ولذا فإن مثل هؤلاء تكون المعارض الخاصة ومعارض المجموعات هي الأنسب لهم؛ وسيكون مناسبا لهم أيضاً ما تطرحه الوزارة من مسابقات معارض لا تشترط موضوعاً محدداً؛ وإن كانت أيضاً ستشترط الحد الأعلى من العمر الزمني للعمل الفني وهو ما قد يقف عائقاً أمام مشاركة فئة أخرى لا تمارس الفن باستمرار، هذا يجعلني أطرح تساؤلاً عن أفضل ما يمكن اتباعه في تنظيم هذا النوع من النشاط التشكيلي حتى يكون على أكمل وجه؛ باعتباره واجهة ثقافية تمثل المملكة سواء محلياً أو عالمياً، وقد يقودنا ذلك إلى مسوغات إقامة المعارض المؤقتة وفق نوعية المعروضات أو محور الموضوع المطروح الذي قد يرتبط بمناسبة وطنية على سبيل المثال، وهنا لا بد أن يقوم الفنانون والفنانات بدورهم في إثراء الحراك التشكيلي والمساهمة في إنعاشه؛ من خلال المرونة في التعاطي مع ما تطرحه الوزارة من محاور فكرية أو تقنية تحددها كمواضيع للمعارض التي تقيمها، وهناك بالمقابل فكرة أخرى بات تطبيقها ضرورة ملحة؛ ألا وهي إقامة معرض تشكيلي دائم لمقتنيات الوزارة أو متحف للفن التشكيلي السعودي الحديث فهو سيكون الاستثمار الحقيقي ثقافياً وسياحياً بما يخدم الفن والوطن.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/26052011/tachkel29.htm

للمكتبة أكتب

ظل أبيض
للمكتبة أكتب
حنان الهزاع


 
وصلتني لهذا العام كما تصلني كل عام، أجندة فعاليات القسم النسائي ومكتبة الطفل بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع، حقيقة أكتب هذه السطور لأنه من حق المتميز أن يشار إليه بالبنان، فمن خلال وقوفي عن كثب على تنظيم الأنشطة بين أروقة المكتبة هناك، رأيت كيف يعمل الفريق بروح واحدة وتتم ترجمة التخطيط إلى تنفيذ بأبسط الإمكانيات تحت تنظيم إداري مرن ومنضبط في آن معاً، هذا العام وصلني ملف كامل يحوي جهداً متميزاً لمكتبة الطفل في فهرسة محتويات المكتبة في قالب مشوق بألوانه مع استمارة انتساب الأطفال إلى نادي القراءة والحصول على الجديد من الإصدارات التي تحمل ملامح هويتنا نصاً ورسماً على أيدي مبدعات سعوديات، أما تقويم التاريخ الذي طبع بطريقة أنيقة موشومة بنقوش السدو المحلية فكانت حاضرة في محتواها كأجندة للأنشطة؛ حيث أصبح عادة لي أسجل فيه مفكرتي اليومية، فهو يجعل المهتمات مطلعات على كافة الأنشطة المزمع إقامتها في العام الحالي من محاضرات وورش عمل وقراءات في النشر والتأليف، هذه الأجندة لم تأتِ عشوائية بل سبقتها مرحلة إعداد؛ تلقيت شخصياً استبانة متقنة البنود من مديرة القسم النسائي الأستاذة فاطمة الحسين، سعياً منها للاستفادة في اختيار وتقديم أفضل ما يمكن من تشكيلة الأنشطة المقترحة، وكان اكتمال جودة الأداء حين وجدت اسمي مدرجاً في آخر صفحة من الأجندة مع بقية الأخوات المساهمات في تعبئة الاستبانة شكراً وتقديراً، الوقوف على هذه التجارب الإدارية والتطويرية الناجحة يفيد كثيراً في الاستفادة منها في أي نشاط ثقافي عموماً وتشكيلي على وجهة الخصوص، لا بد أن يأخذ التخطيط حقه والتنفيذ حقه أيضاً من الاهتمام والوقت الكافي وتطبيق آلية التقييم والتقويم؛ تفنيداً للإيجابيات لتعزيزها والسلبيات لتلافيها هذه باختصار آلية العمل الناجح.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/12052011/tachkel34.htm