حروف من نور

ظل أبيض
حروف من نور
حنان الهزاع


للخط العربي جمالياته التي لانفتأ نعددها ونفتخر بها، لكن ماذا عن استلهام هذا المجال الإبداعي وإخراجه بقوالب ابتكارية غير معهودة من قبل، هناك القلة ممن استطاع أن يجعل من الخط العربي لغة جمالية معاصرة تتماهى مع معطيات الفنون البصرية التي نعيشها اليوم، أغلب الظن أن فناني إيران وتركيا وشرق آسيا قدموا هذا المفهوم بشكل أكثر وضوحاً؛ في حين تبقى تجاربنا المحلية في تناول الخط العربي في أغلبها تستمد أساليب المعالجة من الفنون الحديثة ولا تتجاوز حدود اللون والكانفس أو الورق حتى الرقمي منها، كانت ولازالت الحروفية كمدرسة في التصوير التشكيلي العربي؛ اعتنقها البعض من الفنانين، قرأت عن نقدها وتفنيدها الكثير، وهي لازالت تحاول أن تبقى صامدة في زمن لم يعد لها، لقد حان الوقت لأن نجعل الخط العربي يخطو في طريق معاصر بعيداً عن تلك الحدود التقليدية، وهناك تجارب مميزة شكلاً ومضموناً تستحق أن نقف عندها ونطرحها للنقاش؛ لأن الحرف العربي يخصنا ويمثلنا قبل أي أحد، ومن ذلك ما قدمه الفنان الفرنسي “جوليان بريتون” في استلهام الحرف العربي بلا ألوان ولا لوح للرسم، حين جذبه فن الخط العربي المعاصر بمنحنياته الساحرة، ومع وجود التقنية الحديثة؛ لتكون النتيجة لوحات فرنسية بروح عربية مدهشة، يستغرق إنجاز اللوحة الواحدة ما يزيد على 30 دقيقة، حيث يقوم عدة أشخاص برسم الخطوط في الهواء باستخدام وحدات إضاءة متعددة الأشكال والمقاسات والألوان، يحركونها بطريقة محددة ودقيقة كما رسمها الفنان، الذي يعتمد على التصوير الفوتوغرافي بتغيير سرعة الغالق لتسجيل خط حركة الضوء ليقدم لوحات ضوئية مصورة تبدو في هيئتها العامة كمجسمات ثلاثية الأبعاد ديناميكية في وسط منظر صامت يحيط بها من عناصر غير متحركة، إنها تجربة تستحق الاطلاع عبر موقع الفنان.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/17112011/tachkel32.htm

1 التعليقات:

Umzug Wien يقول...

مقااااااااال رائع