بين المؤقت والدائم

ظل أبيض
بين المؤقت والدائم
حنان الهزاع

لاحظت في هذا العام تغيراً إيجابياً في طريقة طرح المسابقات والمعارض التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام، حيث بدت صياغة الإعلان عنها أكثر إتقاناً ووضوحاً، كما أنها تتضمن محاور جديدة ليست كالسابق، مثل مسابقة معرض المقتنيات للأعمال الصغيرة؛ الذي يرتبط بالتراث الشعبي، وكذلك مسابقة معرض الفن الإسلامي المعاصر وغيرها. وقد يُسَر بهذا البعض من الفنانين فيكون متحفزاً لإنتاج أعمال جديدة خاصة بموضوع المعرض، في حين قد يجد البعض الآخر أن ذلك تقييداً على حرية التعبير وأن موضوع المسابقة قد لا يتوافق مع ميوله الخاصة وتوجهه الفني، ولذا فإن مثل هؤلاء تكون المعارض الخاصة ومعارض المجموعات هي الأنسب لهم؛ وسيكون مناسبا لهم أيضاً ما تطرحه الوزارة من مسابقات معارض لا تشترط موضوعاً محدداً؛ وإن كانت أيضاً ستشترط الحد الأعلى من العمر الزمني للعمل الفني وهو ما قد يقف عائقاً أمام مشاركة فئة أخرى لا تمارس الفن باستمرار، هذا يجعلني أطرح تساؤلاً عن أفضل ما يمكن اتباعه في تنظيم هذا النوع من النشاط التشكيلي حتى يكون على أكمل وجه؛ باعتباره واجهة ثقافية تمثل المملكة سواء محلياً أو عالمياً، وقد يقودنا ذلك إلى مسوغات إقامة المعارض المؤقتة وفق نوعية المعروضات أو محور الموضوع المطروح الذي قد يرتبط بمناسبة وطنية على سبيل المثال، وهنا لا بد أن يقوم الفنانون والفنانات بدورهم في إثراء الحراك التشكيلي والمساهمة في إنعاشه؛ من خلال المرونة في التعاطي مع ما تطرحه الوزارة من محاور فكرية أو تقنية تحددها كمواضيع للمعارض التي تقيمها، وهناك بالمقابل فكرة أخرى بات تطبيقها ضرورة ملحة؛ ألا وهي إقامة معرض تشكيلي دائم لمقتنيات الوزارة أو متحف للفن التشكيلي السعودي الحديث فهو سيكون الاستثمار الحقيقي ثقافياً وسياحياً بما يخدم الفن والوطن.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/26052011/tachkel29.htm

للمكتبة أكتب

ظل أبيض
للمكتبة أكتب
حنان الهزاع


 
وصلتني لهذا العام كما تصلني كل عام، أجندة فعاليات القسم النسائي ومكتبة الطفل بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع، حقيقة أكتب هذه السطور لأنه من حق المتميز أن يشار إليه بالبنان، فمن خلال وقوفي عن كثب على تنظيم الأنشطة بين أروقة المكتبة هناك، رأيت كيف يعمل الفريق بروح واحدة وتتم ترجمة التخطيط إلى تنفيذ بأبسط الإمكانيات تحت تنظيم إداري مرن ومنضبط في آن معاً، هذا العام وصلني ملف كامل يحوي جهداً متميزاً لمكتبة الطفل في فهرسة محتويات المكتبة في قالب مشوق بألوانه مع استمارة انتساب الأطفال إلى نادي القراءة والحصول على الجديد من الإصدارات التي تحمل ملامح هويتنا نصاً ورسماً على أيدي مبدعات سعوديات، أما تقويم التاريخ الذي طبع بطريقة أنيقة موشومة بنقوش السدو المحلية فكانت حاضرة في محتواها كأجندة للأنشطة؛ حيث أصبح عادة لي أسجل فيه مفكرتي اليومية، فهو يجعل المهتمات مطلعات على كافة الأنشطة المزمع إقامتها في العام الحالي من محاضرات وورش عمل وقراءات في النشر والتأليف، هذه الأجندة لم تأتِ عشوائية بل سبقتها مرحلة إعداد؛ تلقيت شخصياً استبانة متقنة البنود من مديرة القسم النسائي الأستاذة فاطمة الحسين، سعياً منها للاستفادة في اختيار وتقديم أفضل ما يمكن من تشكيلة الأنشطة المقترحة، وكان اكتمال جودة الأداء حين وجدت اسمي مدرجاً في آخر صفحة من الأجندة مع بقية الأخوات المساهمات في تعبئة الاستبانة شكراً وتقديراً، الوقوف على هذه التجارب الإدارية والتطويرية الناجحة يفيد كثيراً في الاستفادة منها في أي نشاط ثقافي عموماً وتشكيلي على وجهة الخصوص، لا بد أن يأخذ التخطيط حقه والتنفيذ حقه أيضاً من الاهتمام والوقت الكافي وتطبيق آلية التقييم والتقويم؛ تفنيداً للإيجابيات لتعزيزها والسلبيات لتلافيها هذه باختصار آلية العمل الناجح.

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2011/12052011/tachkel34.htm